وفي رواية: فإذا ركع ركعوا، وإذا رفع رأسه من الركوع فقال: "سمع الله لمن حمده" لم نزل قيامًا حتى نراه قد وضع وجهه في الأرض، ثم نَتَّبِعُه.
وفي رواية: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا يحنُو أحد منا ظهره حتى نراه قد سجد.
متفق عليه: رواه البخاري في الأذان (٦٩٠)، ومسلم في الصلاة (٤٧٤) كلاهما من طريق أبي إسحاق، قال: حدثني عبد الله بن يزيد، قال: حدثني البراء وهو غير كذوب.
والرواية الثانية رواها مسلم من طريق محارب بن دثار، قال: سمعت عبد الله بن يزيد يقول على المنبر: حدّثنا البراء أنهم كانوا يصلون مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم ذكر مثله.
والرواية الثالثة رواها من طريق الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء به.
[١٦ - باب النهي عن سبق الإمام بركوع وسجود وانصراف قبله]
• عن أنس قال: صلَّى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم فلما قضى الصلاة أقبل علينا بوجْهِه فقال: "أيها الناس! إني إمامكم، فلا تسبِقُونِي بالركوع ولا بالسجود، ولا بالقيام، ولا بالانصراف، فإني أراكم أمامي ومن خَلفي "ثم قال: "والذي نفس محمد بيده! لو رأيتُم ما رأيتُ لضحكتُم قليلًا، ولبكيتُم كثيرًا".
قالوا: وما رأيتَ يا رسولَ الله؟ قال: "رأيتُ الجنة والنار".
صحيح: رواه مسلم في الصلاة (٤٣٦) من طريق علي بن مسهر، عن المختار بن فُلْفُلٍ، عن أنس فذكره.
ورواه من طريق جرير عن المختار وليس فيه "ولا بالانصراف" ورواه أبو داود (٦٢٤) من طريق زائدة، عن المختار وفيه "حصَّهم على الصلاة، ونهاهم أن ينصرفوا قبل انصرافه من الصلاة".
• عن أبي سفيان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تُبادروني بركوع ولا بسجود، فإنه مهما أَسْبِقُكم به إذا ركعتُ تُدْكِوني به إذا رفعت، إني قد بَدَّنْتُ".
صحيح: رواه أبو داود (٦١٩)، وابن ماجه (٩٦٣) كلاهما من طريق يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان، حدثني محمد بن يحيى بن حِبَّان، عن ابن محيريز، عن معاوية بن أبي سفيان فذكره.
إسناده حسن فإن محمد بن عجلان حسن الحديث، وأخرجه أيضًا ابن خزيمة (١٥٩٤)، وابن حبان (٢٢٣٠) كلاهما من طريق ابن عجلان به مثله إلا أن ابن خزيمة جعل في أحد أسانيد يحيى بن سعيد متابعًا لابن عجلان. وبهذه المتابعة يرتقي الحديث إلى الصّحيح.
قوله: "تدركوني به إذا رفعت" يريد أنه لا يضركم رفع رأسي، وقد بقي عليكم شيء منه إذا أدركتموه قائمًا قبل أن أسجد. وكان - صلى الله عليه وسلم - إذا رفع رأسه من الركوع يدعو بكلام فيه طول.