للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إبراهيم، عن ابن عون، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، فذكره.

قال البيهقيّ: "تفرّد به حسّان بن حسان، ومعناه موجود في الأحاديث الصّحيحة".

قلت: حسان بن حسان هو الواسطيّ، قال الحافظ في "التقريب": "ضعيف".

٥ - باب أوّل مَنْ تَكَلَّم في القَدَر

• عن يحيى بن يعمر قال: كان أوّل من تكلّم في القدر بالبصرة معبد الجهنيّ، فانطلقتُ أنا وحُميد بن عبد الرحمن الحميريّ حاجَيْن أو مُعْتَمِرَيْن، فقلنا: لو لقينا أحدًا من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فسألناه عمّا يقول هؤلاء في القدر، فوُفِّق لنا عبد اللَّه بن عمر داخلًا المسجد، فاكتنفْتُه أنا وصاحبي أحدُنا عن يمينه، والآخر عن شماله، فظننتُ أنّ صاحبي سيكل الكلامّ إليَّ. فقلتُ: أبا عبد الرحمن، إنّه قد ظهر قِبِلَنَا ناسٌ يقرؤون القرآن ويتفقرون العلم (أي يطلبونه)، وذكر من شأنهم يزعمون أن لا قَدَرَ، والأمر أُنُف (أي مستأنف، لم يسبق به قدر، ولا علم من اللَّه تعالى، وإنّما يعلمه بعد وقوعه)؟ قال: إذا لقيت هؤلاء فأخبرهم أنّي بريءٌ منهم، وأنّهم براءُ منّي. والذي يحلف به عبد اللَّه بن عمر لو أنّ أحدهم مثل أُحد ذهبًا فأنْفَقَه ما قبل اللَّه منه، حتّى يؤمن بالقدر، ثم قال: حدّثني أبي عمر بن الخطاب قال: بينما نحن عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ذات يوم، إذْ طلع علينا رجلٌ شديد بياض الثّياب". فذكر الحديث بطوله، وفيه: "أن تؤمن بالقدر خيره وشرّه".

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (٨) من طرق عن كهمس، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن يحيى بن بعمر، فذكره.

ورواه أيضًا مسلم عن محمد بن حاتم، حدّثنا يحيى بن سعيد القطّان، حدّثنا عثمان بن غياث، حدّثنا عبد اللَّه بن بريدة، عن يحيى بن يعمر وحميد بن عبد الرحمن، قالا: لقينا عبد اللَّه بن عمر، فذكرنا القدر وما يقولون فيه. فاقتصَّ الحديث كنحو حديثهم عن عمر، عن النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وفيه شيء من زيادة، وقد نقص منه شيئًا". انتهى. قلت: الزّيادة التي أشار إليها مسلم ولم يسقها، ساقها أبو داود (٤٦٩٦) وهي قوله: "وسأله رجل من مزينة أو جهينة، فقال: يا رسول اللَّه فيما العمل؟ أفي شيء قد خلا أو مضى، أو في شيء يُستأنف الآن؟ قال: "في شيء قد خلا ومضى". فقال الرّجل أو بعض القوم: ففيمَ العمل؟ قال: "إنّ أهل الجنّة ييسيرون لعمل أهل الجنّة، وإنّ أهل النّار ييسيرون لعمل أهل النّار". رواه عن مسدّد، عن يحيى بإسناده.

ومعبد هو ابن خالد بن عُويمر الجهني البصري، قال أبو حاتم: "كان أول من تكلم في القدر بالبصرة، وكان رأسا في القدر، قدم المدينة فأفسد بها النّاس، قتله الخليفة عبد الملك بن مروان بن

<<  <  ج: ص:  >  >>