ولذا قال الحافظ ابن كثير:"روي حديث عدي هذا من طرق، وله ألفاظ كثيرة يطول ذكرها".
وِقد روي نحو هذا عن جماعة من الصحابة والتابعين بأن {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} هم اليهود، و {وَلَا الضَّالِّينَ} هم النصارى.
قال ابن أبي حاتم في تفسيره:"ولا أعلم بين المفسرين في هذا اختلافًا".
لأن اللَّه تعالى حكم على اليهود بالغضب في قوله:{مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ}.
وحكم على النصارى بالضلال في قوله تعالى:{وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ}.
[٢ - سورة البقرة وهي مدنية، وعدد آياتها ٢٨٦]
لا خلاف بين أهل العلم بأن سورة البقرة مدنية وهي من أوائل ما نزل بالمدينة إلا قوله تعالى: {اتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (٢٨١)} يقال: إنها آخر ما نزل من القرآن، وكذلك آيات الربا من آخر ما نزل.
وقد روي عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا تقولوا سورة البقرة، ولا سورة آل عمران، ولا سورة النساء، وكذا القرآن كله، ولكن قولوا: السورة التي يذكر فيها البقرة، والتي يذكر فيها آل عمران، وكذلك القرآن كله".
رواه الطبرانيّ في الأوسط مجمع البحرين (٣٤٥٠) والبيهقي في شعب الإيمان (٢٥٨٢) كلاهما من حديث عبيس بن ميمون، عن موسى بن أنس بن مالك، عن أبيه فذكره.
قال البيهقي: عبيس بن ميمون منكر الحديث، وهذا لا يصح، وإنما رُوِيَ عن ابن عمر من قوله، وبه أعله أيضًا الهيثمي في "المجمع"(٧/ ١٥٧).