للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حسن: رواه الترمذيّ (٢٩٥٤) عن محمد بن المثنى وبندار، قالا: حدّثنا محمد بن جعفر، قال: حدّثنا شعبة، عن سماك بن حرب، عن عبّاد بن حبيش، عن عدي بن حاتم فذكره.

ورواه الترمذي، وأحمد (١٩٣٨١)، وابن حبان (٧٢٠٦)، وابن جرير (١/ ١٨٦) كلهم من حديث سماك بن حرب بإسناده مطولّا وهذا لفظه: قال: أتيت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو جالس في المسجد، فقال القوم: هذا عدي بن حاتم، وجئت بغير أمان ولا كتاب فلما دفعت إليه أخذ بيدي، وقد كان قال قبل ذلك: "إني لأرجو أن يجعل اللَّه يده في يدي"، قال: فقام، فلقيه امرأة وصبي معها، فقالا: إن لنا إليك حاجة، فقام معهما حتى قضى حاجتهما، ثم أخذ بيدي حتى أتى بي داره، فألقت له الوليدة وسادة فجلس عليها، وجلست بين يديه، فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال: "ما يفرك أن تقول: لا إله إلّا اللَّه؟ فهل تعلم من إله سوى اللَّه؟ " قال: قلت: لا، قال: ثم تكلم ساعة، ثم قال: "إن ما تفر أن تقول اللَّه أكبر، وتعلم أن شيئًا أكبر من اللَّه؟ " قال: قلت: لا. قال: "فإن اليهود مغضوب عليهم وإن النصارى ضلال" قال: قلت: فإني جئت مسلما، قال: فرأيت وجهه تبسط فرحًا، قال: ثم أمر بي فأنزلت عند رجل من الأنصار جعلت أغشاه آتيه طرفي النهار، قال: فبينا أنا عنده عشية إذ جاءه قوم في ثياب من الصوف من هذه النمار، قال: فصلى وقام فحث عليهم، ثم قال: "ولو صاع ولو بنصف صاع، ولو قبضة ولو ببعض قبضة، يقي أحدكم وجهه حر جهنّم أو النار ولو بتمرة ولو بشق تمرة، فإن أحدكم لاقي اللَّه وقائل له ما أقول لكم: ألم أجعل لك سمعًا وبصرًا؟ فيقول: بلى، فيقول: ألم أجعل لك مالًا وولدًا؟ فيقول: بلى، فيقول: أين ما قدمت لنفسك؟ ! فينظر قدامه وبعده، وعن يمينه وعن شماله، ثم لا يجد شيئًا يقي به وجهه حر جهنّم، ليق أحدكم وجهه النار ولو بشق تمرة، فإن لم يجد فبكلمة طيجة، فإني لا أخاف عليكم الفاقة، فإن اللَّه ناصركم ومعطيكم حتى تسير الظعينة فيما بين يثرب والحيرة أو أكثر ما يخاف على مطيتها السرق"، قال: فجعلت أقول في نفسي: فأين لصوص طي.

قال الترمذيّ: "هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث سماك بن حرب".

قلت: في إسناده عبَّاد بن حُبَيش، لم يرو عنه غير سماك بن حرب، ولم يوثقه غير ابن حبان، ولذا قال الحافظ في التقريب: "مقبول" أي: عند المتابعة.

وقد تابعه مُرّي بن قطري، عن عدي بن حاتم، قال: سألت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عن قول اللَّه عزّ وجلّ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} قال: "هم اليهود".

رواه ابن جرير من طريق محمد بن مصعب، عن حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، عن مُرّي بن قطري.

ومرّي بن قطري وثقه ابن معين كما في رواية الدارميّ عنه. وللحديث أسانيد أخرى غير أن ما ذكرته هو أصحها.

<<  <  ج: ص:  >  >>