يعقوب البصري تكلم فيه كبار النقاد، فقال البخاري: "في حديثه مناكير"، وقال أحمد: "رجل صالح ليس بقوي في الحديث لم يكن صاحب حديث"، وقال ابن سعد: "كان ضعيفًا منكر الحديث"، قال أبو أحمد: "منكر الحديث"، وقال ابن حبان: "كانت فيه غفلة ورداءة حفظ، فكان يرفع المراسيل وهو لا يعلم، ويُسند الموقوف من حيث لا يفهم، فبطل الاحتجاج به"، وقال النسائي: "ليس بثقة". ومشَّاه ابن معين وابن عدي.
وقلت: فمثله لا يُستبعد أن يخطئ في الإسناد، فيجعل جابر بن يزيد محل ابن جريج، مع أن جابر بن يزيد إن كان هو الجعفي، فهو أضعف من ابن جريج، والله المستعان.
وأما ما رُوي عن أبي هريرة مرفوعًا: "من زار قبر أبويه، أو أحدهما كل جمعة غفر له، وكتب برًا" فهو ضعيف جدا.
رواه الطبراني في "الأوسط" و"الصغير" "مجمع البحرين" (١٣٢٩) عن محمد بن أحمد بن النعمان بن شبل البصري، ثنا أبي، حدثني عم أبي محمد بن النعمان بن عبد الرحمن، عن يحيى بن العلاء البجلي، عن عبد الكريم أبي أمية، عن مجاهد، عن أبي هريرة فذكره.
وفيه سلسلة الضعفاء والمجهولين محمد بن النعمان، وشيخه يحيى بن العلاء البجلي، وشيخه عبد الكريم أبي أمية، كلهم ضعفاء، بل وقد أُتهِم البجلي.
وقد ضعَّفه أيضًا الهيثمي في "المجمع" (٣/ ٥٩ - ٦٠) من جهة عبد الكريم أبي أمية.
[٢ - باب ما جاء من النهي عن زيارة القبور للنساء]
• عن أبي هريرة قال: لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زوَّارات القبور.
حسن: رواه الترمذي (١٠٥٦)، وابن ماجه (١٥٧٦) كلاهما من طريق أبي عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكر الحديث.
وإسناده حسن من أجل عمر بن أبي سلمة وهو: عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري قاضي المدينة، حسن الحديث. قال فيه ابن معين: "ليس به بأس"، وقال أبو حاتم: "هو عندي صالح صدوق"، وقال البخاري: "صدوق"، وقال ابن عدي: "حسن الحديث".
قال الترمذي: "حسن صحيح"، وصحَّحه أيضًا ابن حبان (٣١٧٩)، ورواه الإمام أحمد (٨٤٤٩) كلاهما من هذا الوجه.
وأما كون شعبة تركه فكما قال أحمد: "لم يسمع شعبةُ من عمر بن أبي سلمة".
قال الترمذي: "وقد رأى بعض أهل العلم أن هذا كان قبل أن يُرخِّص النبي - صلى الله عليه وسلم - في زيارة القبور، فلما رخَّص دخل في رخصته الرجال والنساء، وقال بعضهم: إنما كُرِه زيارةُ القبور للنساء لقلة صبرهن، وكثرة جزعهنَّ"، انتهى.