رواه الحاكم (١/ ٣٧٧)، وعنه البيهقي (٤/ ٧٨) من طريق سليمان بن داود، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه، أن فاطمة كانت تزور فذكره.
قال الحاكم: "هذا الحديث رواته عن آخرهم ثقات".
وتعقبه الذهبي بقوله: "هذا منكر جدًّا، وسليمان ضعيف".
وقال البيهقي: "وقد قيل عن سليمان بن داود، عن أبيه، عن محمد بن محمد، عن أبيه، دون ذكر علي بن الحسين، عن أبيه فيه. وهو منقطع".
وقد اغتررتُ بقول الحاكم فصحَّحتُه في "المنة الكبرى" (٣/ ١٢٣) والصواب أنه ضعيف، فمن لديه نسخة منه فليُصَحّحها.
وفي معناه ما رُوي عن علي بن أبي طالب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن زيارة القبور، وعن الأوعية ... ثم قال: "إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، فإنها تذكركم الآخرة".
فإن فيه علي بن زيد، وهو ابن جدعان "ضعيف" وشيخه ربيعة بن النابغة "مجهول".
رواه الإمام أحمد (١٢٣٦) عن يزيد، أخبرنا حماد بن زيد، عن علي بن زيد، عن ربيعة بن النابغة، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب فذكر الحديث، وله أسانيد أخرى أضعف منها.
وفي الباب ما رُوي عن ابن مسعود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تُزهِّد في الدنيا، وتذكر الآخرة" رواه ابن ماجه (١٥٧١) عن يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أنبأنا ابن جريج، عن أيوب بن هانئ، عن مسروق بن الأجدع، عن ابن مسعود فذكره.
وأيوب بن هانئ الكوفي مختلف فيه، فضعَّفه ابن معين، وقال ابن عدي: "لا أعرفه". وعرفه أبو حاتم فقال: "شيخ صالح"، والخلاصة فيه كما قال الحافظ: "صدوق فيه لين".
وأما ابن حبان فأخرجه في صحيحه (٩٨١) مطولًا، وكذلك الحاكم (٢/ ٣٣٦) كلاهما من طريق ابن جريج بإسناده، وصحَّحه الحاكم فتعقبه الذهبي بقوله: "أيوب ضعَّفه ابن معين".
وقال ابن عدي في "الكامل" (١/ ٣٥١): "هذا في كتب ابن جريج مرسل، وهذا حديث لا يُساوي شيئًا".
وقد أسقط ابن جريج شيخه أيوب بن هانئ في رواية عبد الرزاق في "المصنف" (٦٧١٤) عنه فإنه قال: "حُدثت عن مسروق بن الأجدع به فذكر الحديث".
وللحديث إسناد آخر أضعف منه وهو ما رواه الإمام أحمد (٤٣١٩) عن يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن زيد، حدثنا فرقد السبخيُّ، قال: حدثنا جابر بن يزيد، أنه سمع مسروقًا، يحدث عن عبد الله بن مسعود فذكر الحديث.
وفرقد السبخيُّ هو: فرقد بن يعقوب السبخيُّ -بفتح المهملة والموحدة، وبخاء معجمة- أبو