للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

طريق الزهري، أخبرني يحيى بن عروة، أنه سمع عروة يقول: قالت عائشة فذكرته. واللفظ لمسلم.

وفي لفظ البخاري: "فيقرقرها في أذن وليه كقرقرة الدجاجة".

وقوله: "ليسوا بشيء" أي أن كلام الكهان ليس بشيء من العلم الصحيح.

وقوله: "قرَّ" يقال: قرَّ قريرا أي صوَّت صوتا مماثلا، وهو ترديد الكلام في أذن المخاطب حتى يفهمه.

قال ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن: "إن الرجم كان قبل بعثته - صلى الله عليه وسلم -، ولكن لم يكن مثله في شدة الحراسة بعد مبعثه". اهـ.

٤ - باب قوله: {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ (٢٤)}

قوله: {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ} أي: أن الله يعلم كل من هلك من لدن آدم عليه السلام، وكل من هو حي، ومن سيأتي إلى يوم القيامة.

وأما ما روي عن ابن عباس قال: "كانت تصلي خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - امرأة حسنة من أحسن الناس، فكان بعض القوم يتقدم في الصف الأول؛ لئلا يراها، ويستأخر بعضهم حتى يكون في الصف المؤخر، فإذا ركع نظر من تحت إبطه، فأنزل الله: . فهو منكر.

رواه الترمذي (٣١٢٢)، والنسائي (٢/ ١١٨)، وابن ماجه (١٠٤٦)، وأحمد (٢٧٨٣)، وصحّحه ابن خزيمة (١٦٩٦)، وابن حبان (٤٠١)، والحاكم (٢/ ٣٥٣) كلهم من حديث نوح بن قيس، عن عمرو بن مالك النكري، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس فذكره.

وقد روي مرسلا. قال الترمذي: "وروى جعفر بن سليمان هذا الحديث عن عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء نحوه، ولم يذكر فيه عن ابن عباس. وهذا أشبه أن يكون أصح من حديث نوح".

وكذا رجح الحافظ ابن كثير في تفسيره بأنه من كلام أبي الجوزاء، وقال: "وهذا الحديث فيه نكارة شديدة. وقد رواه عبد الرزاق، عن جعفر بن سليمان، عن عمرو بن مالك - وهو البكري -، أنه سمع أبا الجوزاء يقول في قوله: {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ} في الصفوف في الصلاة {الْمُسْتَأْخِرِينَ} فالظاهر أنه من كلام أبي الجوزاء فقط، ليس فيه لابن عباس ذكر". ثم ذكر قول الترمذي.

قلت: مع إرساله فيه عمرو بن مالك النكري ضعيف. ذكره ابن حبان في ثقاته، وقال: "يعتبر حديثه من غير رواية ابنه عنه، يخطئ ويغرب".

واختلف فيه قول ابن معين في توثيقه وتضعيفه، ومن كان هذا حاله، فلا يقبل منه مثل هذه القصة في الصحابة الكرام الذين أتنى الله عليهم خيرا، وأثنى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأجمع المسلمون على عدولهم، والله المستعان.

٥ - باب قوله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (٢٦) وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (٢٧)}

<<  <  ج: ص:  >  >>