[جموع أبواب أحوال الميت في القبر]
١ - باب إنَّ القبر أول منازل الآخرة
• عن هانئ مولي عثمان قال: كان عثمان بن عفّان إذا وقف على قَبْرٍ يبكي حتّى يَبُلَّ لحيتُه، فقيل له: تذكر الجنّة والنار ولا تبكي، وتبكي من هذا؟ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن القبر أولُ منازل الآخرة، فإن نجا منه مما بعده أيسر منه، وإن لم ينجُ منه مما بعده أشد منه" قال: وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما رأيت منظرًا قط إِلَّا والقبر أفظع منه.
حسن: رواه الترمذيّ (٢٣٠٨)، وابن ماجة (٤٢٦٧) كلاهما من حديث يحيى بن معين، قال: حَدَّثَنَا هشام بن يوسف، عن عبد الله بن بَحير، عن هانئ مولي عثمان قال: فذكره.
قال الترمذيّ: "حسن غريب لا نعرفه إِلَّا من حديث هشام بن يوسف".
وأخرجه الحاكم (١/ ٣٧١) وقد صحَّح الإسناد مثله قبله. وتعقبه الذّهبيّ فقال: "ابن بَحير ليس بالعمدة، ومنهم من يقويه، وهانئ روى عنه جماعة، ولا ذكر له في الكتب الستة".
قلت: عبد الله بن بحير هو ابن رَيْسان -بفتح الراء وسكون الياء- المرادي أبو وائل القاص اليماني الصنعانيّ، قال يحيى بن معين: ثقة.
وقال عليّ بن المديني: سمعت هشام بن يوسف - وسئل عن عبد الله بن بَحير القاص الذي روي عن هانئ مولي عثمان فقال: "كان يُتقن ما سمع". وذكره ابن حبَّان في "الثقات" (٨/ ٣٣١).
وقال في "المجروحين": أبو وائل القاص اسمه عبد الله بن بَحير الصنعانيّ، وليس هو عبد الله بن بحير بن رَيسان ذاك ثقة، وهذا يروي عن عروة بن محمد وعبد الرحمن بن يزيد الصنعاني العجائب كأنّها معلولة، لا يجوز الاحتجاج به. فجعل ابن حبَّان رجلين أحدهما ثقة، والآخر ضعيف، والراوي هنا عبد الله بن بحير بن رَيسان هو الثقة.
وأمّا هانئ مولي عثمان فهو أبو سعيد البربري قال فيه النسائيّ: ليس به بأس، وذكره ابن حبَّان في "الثّقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": "وُثق".
فهو حسن الحديث، وقد روى له أبو داود والتِّرمذي وابن ماجه، وقد أشار إلى هذا الذهبي.
وأمّا ما رُوي عن أبي سعيد مرفوعًا: "إنَّما القبر روضة من رياض الجنّة، أو حفرة من حُفَر النار" فهو ضعيف.