الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو هكذا بباطن كفيه وظاهرهما. فلا يصح.
فإن عمر بن نبهان، مجمع على ضعفه واختلف فيه قول ابن معين، وذكره العقيلي في الضعفاء (٣/ ١٩٣) ونقل عن البخاري قوله: "عمر بن نبهان عن قتادة، ولا يتابع في حديثه" يشير إلى حديثه هذا.
ولذلك أخرجه له العقيلي ثم قال: "قد رُوي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من غير هذا الوجه بإسناد أصلح من هذا". اهـ
تنبيه: ولا تعارض بين هذا الحديث وحديث مالك بن يسار السابق لأن حديث أنس ورد في دعاء الاستسقاء، وأما حديث مالك بن يسار فهو في مطلق الدعاء.
قال النووي في شرح مسلم (٦/ ١٩٠): "السنة في كل دعاء لرفع بلاء كالقحط ونحوه أن يرفع يديه ويجعل ظهر كفيه إلى السماء، وإذا دعا لسؤال شيء وتحصيله جعل بطن كفيه إلى السماء" اهـ.
وقال الحافظ في الفتح (٢/ ٥١٨): "وقيل الحكمة في الإشارة بظهور الكفين في الاستسقاء دون غيره للتفاؤل بتقلب الحال ظهرا لبطن كما قيل في تحويل الرداء". اهـ
[٧ - باب ما روي في مسح الوجه بعد الدعاء]
لم يصح في هذا الباب شيء، أما ما روي عن عبد الله بن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تستروا الجدر، من نظر في كتاب أخيه بغير إذنه فإنما ينظر في النار سلوا الله ببطون أكفكم، ولا تسألوه بظهورها، فإذا فرغتم فامسحوا بها وجوهكم". فهو ضعيف.
رواه أبو داود (١٤٨٥) عن عبد الله بن مسلمة، حدثنا عبد الملك بن محمد بن أيمن، عن عبد الله بن يعقوب بن إسحاق، عمن حدثه، عن محمد بن كعب القرظي، حدثني عبد الله بن عباس فذكره. ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في الكبرى (٢/ ٢١٢) وفي الدعوات الكبير (٣٠٩).
وإسناده ضعيف من أجل عبد الله بن يعقوب بن إسحاق، قال الذهبي في الميزان: "لا أعرفه".
وقال ابن حجر: "مجهول الحال".
وشيخه في الإسناد لم يسم.
ولذلك ضعفه أبو داود فقال عقب الحديث: "رُوي هذا الحديث من غير وجه عن محمد بن كعب كلها واهية، وهذا الطريق أمثلُها، وهو ضعيف أيضا" اهـ.
ومن طرقه الواهية ما رواه ابن ماجه (١١٨١) من طريق عائذ بن حبيب، عن صالح بن حسان الأنصاري، عن محمد بن كعب القرظي به.
ورواه الحاكم (١/ ٥٣٦) من طريق وهيب بن خالد، عن صالح بن حيان (كذا والصواب: حسان) به.