لا تغبروا علينا، فسلّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليهم ثم وقف، فنزل فدعاهم إلى الله وقرأ عليهم القرآن، فقال له عبد الله بن أُبي ابن سلول: أيها المرء، لا أحسن مما تقول إن كان حقا، فلا تؤذنا به في مجالسنا، فمن جاءك فاقصص عليه. قال عبد الله بن رواحة: بلى يا رسول الله، فاغشنا في مجالسنا، فإنا نحب ذلك، فاستبَّ المسلمون والمشركون واليهود حتى كادوا يتثاورون، فلم يزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخفضهم حتى سكتوا، ثم ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دابته، فسار حتى دخل على سعد بن عبادة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أي سعد، ألم تسمع ما قال أبو حباب - يريد عبد الله بن أبي - قال كذا وكذا" ... الحديث.
متفق عليه: رواه البخاري في الأدب (٦٢٠٧)، ومسلم في الجهاد والسير (١٧٩٨) كلاهما من طريق الزهري، عن عروة بن الزبير، عن أسامة بن زيد، فذكره. والحديث بطوله مذكور في تفسير سورة آل عمران.
[١٦ - باب ما جاء في التكني بأبي عيسى]
• عن زيد بن أسلم، عن أبيه، أن عمر بن الخطاب ضرب ابنا له يُكنى أبا عيسى، وأن المغيرة بن شعبة تكنى بأبي عيسى فقال له عمر: أما يكفيك أن تكنى بأبي عبد الله؟ فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كناني، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وإنا في جلجتنا، فلم يزل يُكنى بأبي عبد الله حتى هلك.
حسن: رواه أبو داود (٤٩٦٣) عن هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، حدثنا أبي، حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره.
وإسناده حسن من أجل هشام بن سعد المدني، فهو حسن الحديث.
ومن طريق أبي داود رواه الضياء في المختارة (٨٦) ثم قال: "كذا رواه أبو داود في سننه، وهو بمسند المغيرة بن شعبة أشبه، لكن بعضهم أخرجه في مسند عمر بن الخطاب".
قلت: ومسند المغيرة رواه الحاكم (٣/ ٤٧٧) من طريق هشام بن سعد بهذا الإسناد عن المغيرة بن شعبة قال: كناني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأبي عيسى هكذا مختصرا.
[١٧ - باب النهي عن التنابز بالألقاب]
• عن أبي جبيرة بن الضحاك قال: فينا نزلت هذه الآية في بني سلمة: {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ}[الحجرات: ١١] قال: قدم علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وليس منا رجل إلا وله اسمان أو ثلاثة، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:"يا فلان" فيقولون: مه