ما نقص ذلك مما عندي إِلَّا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر. يا عبادي، إنّما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثمّ أوفّيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إِلَّا نفسه".
صحيح: رواه مسلم في البر والصلة (٢٥٧٧) عن عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام الدارمي، حَدَّثَنَا مروان (يعني ابن محمد الدّمشقيّ)، حَدَّثَنَا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذرّ، فذكره.
٢ - باب قوله: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (٩)}
قوله: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا} أي: الّذي يعبد الله تعالى ويقضي ساعات الليل في القيام والسجود له سبحانه، لا يكون كالذي ليس كذلك، وقد جاءت أحاديث كثيرة في الحث على عبادة الله تعالى في آناء الليل، منها:
• عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين".
حسن: رواه أبو داود (١٣٩٨)، وصحّحه ابن خزيمة (١١٤٤)، وابن حبَّان (٢٥٧٢) كلّهم من حديث ابن وهب، أخبرنا عمرو، أن أبا سويّة حدثّه، أنه سمع ابن حُجيرة يخبر، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي سوية، واسمه: عبيد بن سوية بن أبي سوية، وهو حسن الحديث. والكلام عليه مبسوط في كتاب الصّلاة.
وقوله: {يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} أي: يرجو رحمة الله تعالى ومغفرته، وفي الوقت نفسه يخاف عذاب الله من أجل ذنوبه، فيكون جامعا بين الخوف والرجاء، وقد جاء في الحديث:
• عن أنس أن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - دخل على شاب وهو في الموت، فقال: "كيف تجدك؟ ". قال: والله! يا رسول الله! إني أرجو الله، وإني أخاف ذنوبي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إِلَّا أعطاه الله ما يرجو وآمنه مما يخاف".
حسن: رواه الترمذيّ (٩٨٣)، وابن ماجة (٤٢٦١) كلاهما من طريق سيار بن حاتم، حَدَّثَنَا جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل سيار بن حاتم، والكلام عليه مبسوط في كتاب الجنائز.