وروي هذا الحديث عن سعيد بن جبير مرسلا والحكم للموصول.
وفي معناه أحاديث أخرى ضعيفة.
[١٧ - باب التزود في الدنيا بالأعمال الصالحة لتنفع في الآخرة]
قال اللَّه تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: ١٩٧]
• عن جرير بن عبد اللَّه البجلي عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "من يتزوّد في الدنيا ينفَعْه في الآخرة".
حسن: رواه الطبراني في المعجم الكبير (٢/ ٣٤٥ - ٣٤٦) عن عبدان بن أحمد (هو عبد اللَّه بن أحمد بن موسى، وعبدان لقبه)، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا مروان بن معاوية، عن إسماعيل ابن أبي خالد، عن قيس (هو ابن أبي حازم)، عن جرير قال: فذكر الحديث.
وإسناده حسن من أجل هشام بن عمّار بن نُصير السلمي فإنه حسن الحديث.
قال الهيثمي في المجمع (١٠/ ٣١١): "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح".
قوله: "من يتزوّد في الدنيا": يعني من الأعمال الصالحة.
وفي معناه ما روي عن شداد بن أوس قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الكيّسُ من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجزُ من أتبع نفسه هواها، وتمنّى على اللَّه". رواه الترمذيّ (٢٤٥٩)، وابن ماجه (٤٢٦٠)، وأحمد (١٧١٢٣)، والحاكم (١/ ٥٧) كلهم من طريق أبي بكر بن أبي مريم الغسّاني، عن ضمرة بن حبيب، عن شدّاد بن أوس، فذكره.
وقال الترمذيّ: "هذا حديث حسن".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط البخاري".
وتعقبه الذهبي فقال: "لا، واللَّه أبو بكر واهٍ".
قلت: وهو كما قال، فإن أبا بكر بن عبد اللَّه بن أبي مريم الغساني ضعيف باتفاق أهل العلم؛ لأنه طرقتْه لصوصٌ فأخذوا متاعه فاختلط كما قال أبو حاتم، فلعل هذا القول لأحد الصالحين فنسبه خطأً إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.
وله طريق آخر عن شداد بن أوس عند الطبراني في الكبير (٧١٤١)، وفي إسناده عمرو بن بكر السكسكي متروك.
قال الترمذيّ: "ومعنى قوله من دان نفسه يقول حاسب نفسه في الدنيا قبل أن يحاسب يوم القيامة، ويروى عن عمر بن الخطاب قال: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وتزينوا للعرض الأكبر، وإنما يخفُّ الحساب يوم القيامة على من حاسب نفسه في الدنيا. ويروى عن ميمون بن مهران قال: لا يكون العبد تقيا حتى يحاسب نفسه كما يحاسب شريكه من أين مطعمه