عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.
قال البوصيري في زوائده: إسناده صحيح، ورجاله رجال الصحيحين.
قلت: ليس كما قال؛ فإن حماد بن سلمة من رجال مسلم، ومحمد بن زياد - وهو الجُمَحي مولاهم - من رجال السنن، إلا أنه ثقة.
[٤٦ - باب كراهية السلام على من يبول]
• عن عبد الله بن عمر أن رجلًا مرَّ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبول، فسلَّم، فلم يرد عليه.
صحيح: رواه مسلم في الحيض (٣٧٠) من طريق سفيان، عن الضحاك بن عثمان، عن نافع، عن ابن عمر فذكره، وهو حديث مختصر وسيأتي في التيمم أنه تيمم ورد عليه.
• عن جابر بن عبد الله أن رجلًا مرّ على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يبول، فسلم عليه، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا رأيتني على مثل هذه الحالة فلا تُسلِّم عليّ؛ فإنك إن فعلت ذلك لم أردّ عليك".
حسن: رواه ابن ماجه (٣٥٢) قال: حدثنا سويد بن سعيد، ثنا عيسى بن يونس، عن هاشم بن البريد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر، فذكره.
وإسناده حسن، ورجاله ثقات، غير شيخ ابن ماجه، وهو صدوق وإن كان إبن معين أفحش القول فيه؛ فإنه لم ينفرد به.
ولذا قال البوصيري: "هذا إسناد حسن؛ لأنَّ سويدًا لم يتفرد به، فله متابع عن عيسى بن يونس في سند أبي يعلى وغيره".
قلت: ومن طريق عيسى بن يونس رواه أيضًا ابن عدي في الكامل (٧/ ٢٥٧٤).
وإنما الذي تفرد به هو هاشم بن البريد، كما قال أبو حاتم. " العلل" (١/ ٣٤)، إلا أنه ثقة مع غلوه في التشيع كما قال الجوزجاني: "كان غاليًا في سوء مذهبه" وقال ابن عدي في "الكامل" (٧/ ٢٥٧٤): "هاشم بن البريد ليس له كثير حديث، وإنما يذكر الغلو في التشيع. وكذلك ابنه علي. وأما هاشم فمقدار ما يرويه لم أر في حديثه شيئًا منكرًا. والمناكير تقع في حديث ابنه علي بن هاشم".
• عن عبد الله بن عمر أن رجلًا مرَّ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يُهريق الماء، فسلم عليه الرجل، فرد عليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: "إذا رأيتني هكذا فلا تُسلم عليّ؛ فإنك إن تفعل لا أردُّ عليك السلام".
صحيح: رواه البزار كما ذكره الزيلعي في نصب الراية (١/ ٦)، من حديث أبي بكر رجل من آل