امرأته الأولى أن تقر على ذلك، فطلقها تطليقة، حتى إذا بقي من أجلها يسير. قال: إن شئتِ راجعتك وصبرت على الأثرة، وإن شئت تركتك حتى يخلو أجلك. قالت: بل راجعني وأصبر على الأثرة. فراجعها وآثر عليها الشابة. فلم تصبر على الأثرة، فطلقها وآثر عليها الشابة، حتى إذا بقي من أجلها يسير، قال لها مثل قوله الأول. فقالت: راجعني وأصبر، قال: فذلك الصلح الذي بلغنا أن اللَّه تعالى أنزل فيه: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (١٢٨)}.
صحيح: رواه عبد الرزاق، -ومن طريق الحاكم (٢/ ٣٠٨) -، أنبأ معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وسليمان بن يسار، عن رافع بن خديج فذكره.
وقوله:{وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا} أي في المحبة والميل والشهوة والجماع، وإن كان القَسم حاصلا ليلة وليلة.
قوله:{فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ} أي فإذا ملتم إلى واحدة منهن، فلا تبالغوا في الميل إليها كلية، فتبقى الأخرى كالمعلقة. وقد جاء التحذير في حديث أبي هريرة من الميل الذي يكون فيه بخس الحق دون ميل القلوب.
• عن أبي هريرة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"من كانت له امرأتان، فمال إلى إحداهما، جاء يوم القيامة وشِقّه مائل".
صحيح: رواه أبو داود (٢١٣٣)، والترمذي (١١٧٣)، وابن ماجه (١٩٦٩)، والنسائي (٣٩٤٢)، وأحمد (٧٩٣٦)، وصحّحه ابن حبان (٤٢٠٧)، والحاكم (٢/ ١٨٦) كلهم من حديث همام بن يحيى، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة فذكره. وإسناده صحيح.