الإسلام، ثم نسخ بعد ذلك؛ هكذا روى غير واحد من أصحاب النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - منهم أُبَي بن كعب ورافع بن خديج، والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم على أنه إذا جامع امرأته في الفرج وجب عليهما الغسل وإن لم يُنزلا. انتهى.
قلت: أما حديث أُبَي بن كعب فقد سبق تخريجه. وأمّا حديث رافع بن خديج فهو ضعيف، أخرجه الإمام أحمد في مسنده (١٧٢٨٨) قال: حَدَّثَنَا قتيبة بن سعيد، قال: حَدَّثَنَا رِشْدين بن سعد، عن موسى بن أيوب الغافقيّ، عن بعض ولد رافع بن خديج، عن رافع بن خديج، قال: ناداني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنا على بطن امرأتي، فقمت ولم أُنزل، فاغتسلت وخرجت إلى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته أنك دعوتني وأنا على بطن امرأتيّ، فقمت ولم أنزل فاغتسلت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا عليك، الماء من الماء". قال رافع: ثم أمرنا رسولُ الله بعد ذلك بالغسل. انتهي.
ورِشْدين بن سعد - بكسر الراء وسكون المعجمة - المَهريّ، أبو الحجاج المصريّ، قال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو حاتم: منكر الحديث. وقال النسائيّ: متروك الحديث. وضعّفه أيضًا أبو داود والدارقطني وغيرهم.
كما أن في الإسناد جهالة بعض ولد رافع. وموسى بن أيوب قال فيه ابن معين: منكر الحديث.
وأورده الهيثميّ في مجمع الزوائد (١/ ٢٦٤ - ٢٦٥) وعزاه إلى أحمد والطَّبرانيّ في الكبير وقال: "فيه رِشدين بن سعد، وهو ضعيف".
قلت: أخرجه الطبرانيّ في الكبير (٤٣٤٧) والأوسط (٦٥٠٩)، وسمِّي ولد رافع بن خديج بأنه سهل، وقال: لم يرو عن سهل إِلَّا موسى بن أيوب الغافقيّ، تفرّد به رِشدين. وسهل بن رافع بن خديج لم نجد له ترجمة.
قلت: وفي الباب أيضًا ما رواه أبو هريرة وبلال، ولم يثبت منه شيء.
٣ - باب بيان صفة مني الرّجل وماء المرأة اللَّذين يجِبُ الغُسلُ بخروجهما
• عن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: كنتُ قائمًا عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء حُبْرٌ من أحْبار اليهودِ فقال: السّلام عليك يا محمد! فدفعتُه دفعة كاد يُصرعُ منها، فقال: لِمَ تدفُعني؟ فقلت: ألا تقول: يا رسول الله! ؟ فقال اليهودي: إنّما نَدْعُوه باسمِه الذي سَمَّاه به أهلُه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ اسمي محمد الذي سَمَّاني به أهلي". فقال اليهودي: جئتُ أسألُك، فقال رسولُ الله:"أينفعك شيء إن حَدَّثْتُكَ؟ " قال: أسمع بأُذُنَيّ، فنكثَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بعود معه، فقال:"سلْ". فقال اليهودي: أين يكون الناسُ يومَ تُبَدَّلُ الأرضُ غيرَ الأرض والسَّمواتُ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هم في الظُّلْمَةِ دون الجسْرِ". قال: فَمَن أوَّلُ النَّاسِ إجازَةً؟ قال: "فُقَرَاءُ