أي: أن علم الله محيط بكل ما في السموات والأرض، وأن ذلك كله مكتوب في كتاب عنده، كما جاء في الحديث:
• عن عبادة بن الصامت قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب. قال: رب وماذا أكتب؟ . قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة".
حسن: رواه أبو داود (٤٧٠٠) عن جعفر بن مسافر الهذلي، حدثنا يحيى بن حسان، حدثنا الوليد بن رباح، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن أبي حفصة قال: قال: عبادة بن الصامت لابنه، فذكر الحديث. وإسناده حسن من أجل الكلام في جعفر بن مسافر شيخ أبي داود غير أنه حسن الحديث.
والكلام عليه مبسوط في كتاب الإيمان، مع ذكر أحاديث أخرى في معناه.
٢٢ - باب قوله: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (٧٣)}
أي: لو اجتمع جميع ما تعبدونه من دون الله عز وجل لن يقدروا أن يخلقوا ذبابا واحدا، بل لن يستطيعوا أن يخلقوا ذرة، كما جاء في الصحيح:
• عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "قال الله عز وجل: ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقا كخلقي؟ فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة".
متفق عليه: رواه البخاري في اللباس (٥٩٥٣)، ومسلم في اللباس (٢١١١) - واللفظ له - كلاهما من طريق عمارة، حدثنا أبو زرعة، قال: دخلت مع أبي هريرة في دار مروان، فرأى فيها تصاوير، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره.
٢٣ - باب قوله: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (٧٨)}
قوله: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} أي أن الله عز وجل لم يكلف ما لا يطاق، بل جعل هذا الدين سهلا، خاليا من العسر والحرج والضيق والشدة.
• عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ: "لتعلم يهود أن في ديننا فسحة، إني أرسلت بحنيفية سمحة".