ورواه مسلم (٢٠٩١: ٥٧) من طريق هشام، عن قتادة عنه باللفظ الثاني.
ورواه مسلم (٢٠٩١: ٥٨) من طريق خالد بن قيس، عن قتادة، عنه باللفظ الثالث.
وروي عن المسور بن مخرمة قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أصحابه، فقال:"إن الله عز وجل بعثني رحمة للناس كافة، فأدوا عني يرحمكم الله، ولا تختلفوا كما اختلف الحواريون على عيسى عليه السلام، فإنه دعاهم إلى مثل ما أدعوكم إليه، فأما من قرب مكانه، فإنه أجاب وأسلم، وأما من بعد مكانه فكرهه، فشكا عيسى ابن مريم ذلك إلى الله عز وجل، فأصبحوا وكل رجل منهم يتكلم بلسان القوم الذين وجه إليهم، فقال لهم عيسى ابن مريم عليه السلام: هذا أمر قد عزم الله لكم عليه، فامضوا فافعلوا"، فقال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نحن يا رسول الله نؤدي عنك، فابعثنا حيث شئت، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن حذافة إلى كسرى، وبعث سليط بن عمرو إلى هوذة ابن علي صاحب اليمامة، وبعث العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوي صاحب هجر، وبعث عمرو بن العاص إلى جيفر وعباد ابني جلندا ملكي عمان، وبعث دحية الكلبي إلى قيصر، وبعث شجاع بن وهب الأسدي إلى المنذر بن الحارث بن أبي شمر الغساني، وبعث عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي، فرجعوا جميعا قبل وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير العلاء بن الحضرمي، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توفي وهو بالبحرين.
رواه الطبراني في الكبير (٢٠/ ٨ - ٩) عن هاشم بن مرثد الطبراني، ثنا محمد بن إسماعيل بن عياش، عن أبيه إسماعيل بن عياش، حدثني محمد بن إسحاق، عن محمد بن مسلم الزهري، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة، فذكره.
وفي إسناده محمد بن إسماعيل بن عياش عابوا عليه أنه حدث عن أبيه بغير سماع.
وأبوه إسماعيل بن عياش صدوق في روايته عن أهل الشام ومخلط في غيره، وشيخه هنا مدني. ومحمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن.
وقال ابن هشام في السيرة (٢/ ٦٠٦ - ٦٠٧): حدثني من أثق به عن أبي بكر الهذلي قال: بلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج على أصحابه ذات يوم بعد عمرته التي صُدَّ عنها يوم الحديبية، فقال:"أيها الناس، إن الله قد بعثني رحمة ... " فذكر نحوه.
[٢ - باب كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى هرقل عظيم الروم]
• عن أبي سفيان بن حرب، أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش، وكانوا تجارا بالشام في المدة التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مادَّ فيها أبا سفيان وكفار قريش، فأتوه وهم بإيلياء، فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم، ثم دعاهم ودعا بترجمانه، فقال: