ومحمد بن إسحاق مدلس، ولكنه صرَّح بالتحديث، وهو حسن الحديث، وقد صحّحه ابن خزيمة (١٣١١) وأخرجه من هذا الوجه.
• عن أبي أمامة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "التفْلُ في المسجد سيئةٌ، ودفنُه حسنةٌ".
حسن: رواه أحمد (٢٢٢٤٣)، وابن أبي شية (٢/ ٣٦٥) ومن طريقه أبو يعلى كما في "إتحاف الخيرة" (١٤٧١) عن زيد بن الحُباب، أخبرنا حسين بن واقد، حدثني أبو غالب، أنه سمع أبا أمامة يقول فذكر الحديث.
ورواه أيضًا الطبراني (٨٠٩٢، ٨٠٩٣، ٨٠٩٤) من طريق حسين بن واقد به وفي بعض روايانه: وكفارته دفته" بدل قوله: "ودفنه حسنة".
وإسناده حسن لأجل أبي غالب صاحب أبي أمامة وهو مختلف فيه فقال الدارقطني: ثقة، وقال أيضًا: بصري يعتبر به، وضعَّفه ابن سعد والنسائي، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات.
قلت: فمثله يُحَّسن حديثُه في الشواهد، كما حسَّنه أيضًا الحافظ فيما مضى من حديث أنس وغيره.
[٤٠ - باب كراهية المرور في المسجد بالنبل]
• عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا مر أحدكم في مسجدنا، أو سوقنا، ومعه نبْلٌ فليُمِسك على نِصالها" أو قال: قليقبِضْ بكفِّه، أن يُصيبَ أحدًا من المسلمين منها شيء".
متفق عليه: رواه البخاري في الفتن (٧٠٧٥)، ومسلم في البر والصلة (٢٦١٥) كلاهما عن محمد بن العلاء قال: حدثنا أبو أسامة، عن بُريد، عن أبي بُردة، عن أبي موسى فذكر مثله.
وفي رواية عند البخاري (٤٥٢) من حديث عبد الواحد، عن أبي بردة: "لا يعقر بكفِّه مسلمًا".
وفي رواية عند مسلم من حديث ثابت عن أبي بردة كرَّر ثلاث مرات قوله: "فليأخذ بنصالها".
قوله: النَبْل: بفتح النون وسكون الموحدة، وبعدها لام. السهام العربية وهي مؤنثة، ولا واحد لها من لفظها.
النصول: جمع نصل.
• عن جابر بن عبد الله قال: مرَّ رجلٌ في المسجد بسهامٍ فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أمسك بنصالها".
متفق عليه: رواه البخاري في الصلاة (٤٥١)، ومسلم في البر والصلة (٢٦١٤) كلاهما من حديث سفيان بن عيينة، عن عمرو، سمع جابرًا فذكره.
هكذا رواه مسلم، ورواه البخاري وقال فيه سفيان: قلت لعمرو: أسمعت جابر بن عبد الله؟