وجه آخر عن ابن شهاب بإسناده، وفيه:
"فمن عقلها ووعاها فليحدث بها حيث انتهت به راحلته، ومن خشي أن لا يعقلها فلا أحل لأحد أن يكذب علي" ثم ذكر خطبة طويلة.
[٦ - دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - لنفسه بالهجرة]
قال الله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا} [الإسراء: ٨٠].
فأرشده الله وألهمه أن يدعو بهذا الدعاء أن يجعل له مما هو فيه فرجًا قريبًا، ومخرجًا عاجلًا، فأذن الله تعالى في الهجرة إلى المدينة.
• عن ابن عباس قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - لأربعين سنة، فمكث بمكة ثلاث عشرة سنة يوحى إليه، ثم أمر بالهجرة، فهاجر عشر سنين، ومات وهو ابن ثلاث وستين.
صحيح: رواه البخاري في مناقب الأنصار (٣٩٠٢) عن مطر بن الفضل، حدثنا روح، حدثنا هشام، حدثنا عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
وفي الباب ما روي عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة فأمر بالهجرة وأنزل عليه: {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا} [الإسراء: ٨٠].
رواه الترمذي (٣١٣٩) وأحمد (١٩٤٨) والحاكم (٣/ ٣) والبيهقي في الدلائل (٢/ ٥١٦) كلهم من حديث جرير، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عباس فذكره.
وقابوس بن أبي ظبيان مختلف فيه غير أن الغالب عليه الضعف لسوء حفظه ولذا قال ابن حبان: "كان رديء الحفظ ينفرد عن أبيه بما لا أصل له".
فكانت هجرته عليه السلام في شهر ربيع الأول سنة ثلاث عشرة من بعثته عليه السلام، وذلك في يوم الاثنين.
وروي عن ابن عباس أنه قال: ولد نبيكم يوم الاثنين، وخرج من مكة يوم الاثنين، ونبّيء يوم الاثنين، ودخل المدينة يوم الاثنين، وتوفي يوم الاثنين، ورفع الحجر الأسود يوم الاثنين.
رواه الإمام أحمد (٢٥٠٦) والطبراني (١٢٩٨٤) والبيهقي في الدلائل (٧/ ٢٣٣) كلهم من طرق عن عبد الله بن لهيعة عن خالد بن أبي عمران، عن حنش الصنعاني، عن ابن عباس فذكره.
وعبد الله بن لهيعة فيه كلام معروف، وبعض فقراته تفرد به.
وأما ما رُوي عن علي بن أبي طالب قال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لجبريل: "من يهاجر معي؟ " قال: أبو بكر الصديق.
فهو منقطع. رواه الحاكم (٣/ ٥) من حديث أبي البختري، عن علي فذكره، وقال: "صحيح