الثقفي، حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة بهذا الإسناد فقال: "عن سعد بن أبي رافع".
ويونس بن الحجاج مجهول؛ لأنه لم يرو عنه إِلَّا محمد بن عبد الله الحضرمي، ومع ذلك ذكره ابن حبَّان في الثقات، ثمّ هو أخطأ في قوله: "سعد بن أبي رافع" لأنه لا يعرف في الصحابة من يسمى سعد بن أبي رافع.
ولكن روى ابن إسحاق عن إسماعيل بن محمد بن سعد أبي وقَّاص، عن أبيه، عن جده مثل هذا كما في الإصابة (٣١٦٥). والله تعالى أعلم.
و"المفؤود": الذي أصيب فؤاده، فهو يشتكيه كالمبطون الذي يشتكي بطنه.
و"اللدود": ما يُسقاه الإنسان من أحد جانبي الفم، وفي التمر خاصية عجيبة لهذا الداء، ولا سيما تمر المدينة، ولا سيما العجوة منه، وفي كونها سبعا خاصية أخرى تدرك بالوحي. زاد المعاد (٤/ ٩٦).
وقوله: "فليجأهن بنواهن" يريد ليرُضّهن.
وقوله: "الوجيئة": حساء يُتخذ من التمر والدقيق، فيتحسّاه المريض. قاله الخطّابي.
وقال البغوي: "فليجأهن" أي فليدقّهن، ومنه أخذت الوجيئة، وهي المدقوقة حتى يلزم بعضه بعضا، ومنه أخذ الوجاء في الحديث: "الصوم له وجاء". شرح السنة (١١/ ٣٢٧).
[٢٥ - باب التداوي بتمور المدينة]
• عن سعد بن أبي وقَّاص أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أكل سبع تمرات مما بين لابتيْها حين يصبح لم يضره سم حتّى يمسي".
صحيح: رواه مسلم في الأشربة (٢٠٤٧: ١٥٤) عن عبد الله بن مسلمة بن قعنب، حَدَّثَنَا سليمان -يعني ابن بلال-، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن عامر بن سعد بن أبي وقَّاص، عن أبيه فذكره.
وقوله: "لابتيها" هما الحرتان الشرقية والغربية في المدينة.
والحديث عام في تمور المدينة، لكنْ ذهب بعضُ أهل العلم إلى أن هذا العام مقيد، والمراد بالتمرات هنا: "العجوة" كما ورد في أحاديث أخرى.
[٢٦ - باب ما جاء في تمر البرني]
• عن شهاب بن عباد أنه سمع بعض وفد عبد القيس وهم يقولون: قدّمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث بطوله وجاء فيه: ثمّ أومأ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - إلى صُبْرة فقال: "أتسمون هذا البرني؟ " قلنا: نعم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما إنه خير تمركم، وأنفعه لكم".
قال: فرجعنا من وفادتنا تلك فأكثرنا الغَرْز منه، وعَظُمتْ رغبتُنا فيه حتّى صار عُظْمَ نخلنا وتمرنا البرني.