للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، فذكره.

وقوله: "في الأرحام": ليس مقصورا على معرفة الذكر والأنثى في الرحم، بل هو شامل لجميع مراحل حياة الطفل، من كونه سعيدا أو شقيا، ومن كونه غنيا أو فقيرا ونحو ذلك.

وقوله: {وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ}.

• عن أنس بن مالك قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من سرّه أن يبسط له رزقه أو ينسأ له في أثره، فليصل رحمه".

متفق عليه: رواه البخاريّ في البيوع (٢٠٦٧)، ومسلم في البر والصلة والآداب (٢٥٥٧) كلاهما من طريق يونس، حَدَّثَنَا ابن شهاب، عن أنس بن مالك، قال: فذكره.

والمعنى أن طول العمر وقصره بسبب وبغير سبب، كل ذلك معلوم ومكتوب عند الله عَزَّ وَجَلَّ.

٦ - باب قوله: {وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (٢٨)}

أي: الناس والدواب والأنعام كذلك مختلفة أيضًا في ألوانها، فالناس منهم من هو في غاية السواد مثل الحبشة، ومنهم من هو في غاية البياض مثل الروم، ومنهم من هو بين ذلك مثل العرب. والهنود دون العرب في ذلك، وهذا كله من آيات الله عَزَّ وَجَلَّ في خلقه، قال تعالى: {وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ} [الروم: ٢٢]. من إفادات الحافظ ابن كثير.

وقوله: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} أي: إنّما يخشاه حق خشيته العلماء الذين يعرفون سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، ويعرفون حلاله وحرامه وأوامره ونواهيه، وما يحب ويرضى وما يكرهه ويغضب منه، ولا يُعلَم ذلك على الوجه الصَّحيح إِلَّا بتعلم الكتاب والسنة وفهمهما وفق منهج السلف الصالح من الصّحابة والتابعين، فمن بعدهم من أئمة الدين، ويقابلهم الجهال من المشركين والكفار، وكذلك من المسلمين الذين يتعلمون العلوم العصرية، وليس لديهم علمٌ كافٍ من الكتاب والسنة فيُخشى عليهم الزيغ والضلال، فقصر الله الخشية على العلماء العارفين بالكتاب والسنة، وعلى الذين يجعلون العلوم العصرية خاضعة لهما، ولذا وجب الاهتمام بتعليم الكتاب والسنة للعلماء العصريين.

٧ - باب قوله: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (٣٣)}

قوله: {يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا} أي: يُسوّرون في أيديهم رجالهم ونساؤهم أساور الذهب واللؤلؤ، وقد جاء في الحديث.

• عن أبي حازم قال: كنت خلف أبي هريرة وهو يتوضأ للصلاة، فكان يمدّ يده

<<  <  ج: ص:  >  >>