وفي متنه غرابة.
وله طريقان آخران عن أنس وفيهما من هو متهم، وأورد أحدهما ابن الجوزي في الموضوعات.
وأما ما روي عن أبي هريرة مرفوعا: "يبعث من مسجد العشار الذي بالأُبلة شهداء، لا يقوم مع شهداء بدر غيرهم". فهو منكر.
رواه أبو داود (٤٣٠٨)، والعقيلي في الضعفاء (١/ ٥٥)، وابن عدي في الكامل (٣/ ٩٠٣) كلهم من طريق إبراهيم بن صالح بن درهم، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
وعلته إبراهيم بن صالح قال البخاري: لا يتابع عليه، وضعفه الدارقطني.
وقال ابن عدي: "هذا الحديث بأي إسناد كان فهو منكر".
قوله: "مسجد العشار" قال أبو داود: هذا المسجد مما يلي النهر.
[٣٧ - باب النهي عن تهييج الحبشة]
• عن رجل من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "دعوا الحبشة ما ودعوكم، واتركوا الترك ما تركوكم".
حسن: رواه أبو داود (٤٣٠٢)، والنسائي (٣١٧٦) كلاهما من طريق ضمرة، عن أبي زرعة السيباني، عن أبي سكينة رجل من المحررين، عن رجل من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فذكره.
واقتصر أبو داود على اللفظ المذكور، وساقه النسائي مطولا كما هو مذكور في المغازي.
وإسناده حسن من أجل ضمرة وهو ابن ربيعة الفلسطيني فإنه حسن الحديث، وأبو سكينة مختلف في صحبته كما في التقريب. والكلام عليه مبسوط في المغازي.
• عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "اتركوا الحبشة ما تركوكم، فإنه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة".
حسن: رواه أبو داود (٤٣٠٩)، وأحمد (٢٣١٥٥)، والحاكم (٤/ ٤٥٣) كلهم من طرق عن زهير بن محمد، عن موسى بن جبير، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن عبد اللَّه بن عمرو، فذكره. إلا أن في رواية أحمد: رجل من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- غير مسمى.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد".
وإسناده حسن فإن موسى بن جبير روى عنه جمع، ووثّقه ابن حبان، وقال أبو سعيد بن يونس: قدم مصر وأقام بها، أي أنه معروف عند سعيد بن يونس ولو علم فيه جرحا لبيّنه ولذا يحسن حديثه هذا إلا أن يكون في حديثه نكارة فينظر.