للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قبل أن يُكَبِّر ذكر فانصرف".

هكذا رواه الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة.

هذا هو الصحيح أنه تذكَّر قبل أن يُكبِّر كما رواه يونس عن الزهري، وتابعه على ذلك عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري؛ والأوزاعي، عن الزهري، كما قال البخاري. وهؤلاء أوثق ممن قال: كبّر؛ ولذا قال بعض أهل العلم: قوله "كبّر" أي: أراد أن يكبِّر إلا أنه لم يكبِّر. وعليه يحمل قول ابن عبد البر بأن من قال: إنه كبَّر - زيادة حافظ يجب قبولها. كذا في الاستذكار (٢/ ١٠٣) ومعناه: أراد أن يكبر.

وأما ما قاله أبو داود (١/ ١٦٠): ورواه أيوب وابن عون وهشام، عن محمد (ابن سيرين) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "فكبّر ثم أومأ بيده إلى القوم أن اجلِسُوا، فذهب فاغتسل" فهو مرسل. وكذلك رواه مالك، عن إسماعيل بن أبي حكيم، عن عطاء بن يسار أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كبَّر في صلاة. "الموطَّأ" (١/ ٤٨ رقم ٧٩).

وأما ما روي عن أبي بكرة أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخلَ في صلاةِ الفَجرِ فأومأ بيده أن مكانَكم، ثم جاء ورأسُه يَقطُر، فصلَّى بهم.

فهو معلول، رواه أبو داود (٢٣٣، ٢٣٤) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد (بن سلمة)، عن زياد الأعلم، عن الحسن، عن أبي بكرة، فذكر الحديث. والحسن مرسل ومدلس، ولم أجد له تصريحا.

١٨ - باب غُسلِ الكافرِ إذا أسلَم

• عن أبي هريرة قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خيلًا قِبَل نجد، فجاءت برجلٍ من بني حَنيفة يقال له: ثُمامة بن أثال، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أطلِقوا ثُمامة". فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسلَ، ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسولُ الله.

متفق عليه: أخرجه البخاري (٤٦٢) مختصرًا هكذا في كتاب الصلاة، باب الاغتسال إذا أسلم، وربط الأسير في المسجد، ورواه مطولا في المغازي (٤٣٧٢) ومسلم في الجهاد (١٧٦٤) كلاهما من طريق الليث بن سعد، عن سعيد المقبري، سمع أبا هريرة فذكره.

وسيأتي في كتاب الجهاد مطوّلًا.

وفي بعض الروايات أنه أسلم، فبعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى حائط بني طلحة، فأمره أن يغتسل، فاغتسل. رواه ابن خزيمة (١/ ١٢٥) من طريق عبد الرزاق، نا عبد الله وعبيد الله ابنا عمر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>