قال ابن حبان: "كان يروي المناكير عن المشاهير، ويخالف الثقات، لا يجوز الاحتجاج به".
ولعلّ هذا منه فإنه انفرد به عن قتادة، ولم يرو هذا الحديث من غير طريقه.
وتساهل الترمذيّ فحسّنه مع الغرابة، فقال: "حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث مسعود بن واصل، عن النهاس".
وقال: "وسألت محمدًا عن هذا الحديث فلم يعرفه من غير هذا الوجه مثل هذا".
وقال: "قد رُوي عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا شيء من هذا. وقد تكلّم يحيى بن سعيد في نهاس بن قهم من قبل حفظه" انتهى.
وفي الباب حديث جابر، رواه ابن حبان (٣٨٥٣) وغيره، وسبق ذكره في الحج - فضل يوم عرفة فراجعه.
[٢٢ - باب ما جاء في فطر العشر]
• عن عائشة، قالت: "ما رأيتُ رسولّ الله - صلى الله عليه وسلم - صائمًا في العشر قطّ".
وفي لفظ: "أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لم يَصُم العشر".
صحيح: رواه مسلم في الاعتكاف (١١٧٦) من طريق الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، فذكرته.
ومن هذا الطريق رواه أيضًا الترمذي (٧٥٦) وقال: هكذا روي غير واحد عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة. وروى الثوري وغيره هذا الحديث عن منصور، عن إبراهيم، أنّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - لم ير صائمًا قط.
وأما ما رُويَ عن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم العشر فهو شاذٌّ مخالفٌ لما في الصحيح.
رواه النسائي (٢٤١٨) من حديث هنيدة بن خالد، عن امرأته، عن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -.
٢٣ - باب الصيام في شهر الله المحرم والأشهر الحُرُم
• عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أفضل الصّيام بعد رمضان شهر الله المحرَّم، وأفضل الصّلاة بعد الفريضة صلاة اللّيل".
صحيح: رواه مسلم في الصيام (١١٦٣) عن قتيبة بن سعيد، حدّثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن حُميد بن عبد الرحمن الحميريّ، عن أبي هريرة، فذكره.
• عن جندب بن سفيان البجليّ، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنّ أفضل الصّلاة بعد المفروضة الصلاة في جوف الليل، وأفضل الصيام بعد رمضان شهر الله الذي تدعونه