عن سلمة بن كُهيل، عن عمران بن الحكم، عن ابن عباس، فذكره. وإسناده صحيح.
وقال الحاكم: هذا حديث محفوظ من حديث الثوري، عن سلمة بن كهيل، وعمران بن الحكم السلمي تابعي كبير محتج به. وإنما أهملا هذا الحديث - والله أعلم - الخلاف وقع من يحيى بن سلمة بن كهيل في إسناده، ويحيى كثير الوهم على أبيه.
ثم ساقه من طريق يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن عمران بن الجعد، عن ابن عباس فذكر نحوه وقال: هذا الوهم لا يوهن حديث الثوري. فإني لا أعرف عمران بن الجعد في التابعين. وإنما روى إسماعيل بن أبي خالد، عن عمران بن أبي الجعد، وأما عمران بن أبي الجعد فإنه من أتباع التابعين. انتهى.
وفي الباب ما رُوي عن أبي أمامة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:"عرض على ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهبا. قلت: لا يا رب ولكن أشبع يومًا وأجوع يومًا - أو قال ثلاثًا أو نحو هذا، فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك، وإذا شبعت شكرتك وحمدتك.
رواه الترمذي (٢٣٤٧) وأحمد (٢٢١٩٠) كلاهما من حديث عبد الله بن المبارك - (وهو في زهده (١٩٦ - ما زاد نعيم بن حماد على المروزي) عن يحيى بن أيوب، حدثنا عبيد الله بن زحْر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، فذكره.
وإسناده ضعيف من أجل عبيد الله بن زحر وشيخه علي بن يزيد الألهاني فإنهما ضعيفان باتفاق أهل العلم. فلا يقبل قول الترمذي: "هذا حديث حسن، وعلي بن يزيد يضعف في الحديث".
[١٦ - باب ما لقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من المشركين بمكة من الأذى]
• عن عبد الله بن مسعود قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي عند البيت، وأبو جهل وأصحاب له جلوس، إذ قال بعضهم لبعض: أيكم يجيء بسلى جزور بني فلان فيضعه على ظهر محمد إذا سجد، فانبعث أشقى القوم فجاء به، فنظر حتى إذا سجد النبي - صلى الله عليه وسلم - وضعه على ظهره بين كتفيه، وأنا أنظر لا أغني شيئًا، لو كانت لي منعة! قال: فجعلوا يضحكون، ويحيل بعضهم على بعض. ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ساجد لا يرفع رأسه ثم قال: "اللهم! عليك بقريش" ثلاث مرات. فشق عليهم إذا دعا عليهم قال: وكانوا يرون أن الدعوة في ذلك البلد مستجابة. ثم سمى: "اللهم عليك بأبي جهل، وعليك بعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأمية بن خلف، وعقبة بن أبي معيط" وعدّ السابع فلم نحفظه. قال: فوالذي نفسي بيده! لقد رأيت الذي عدّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صرعى في القليب، قليب بدر.
متفق عليه: رواه البخاري في الوضوء (٢٤٠) ومسلم في الجهاد (١٧٩٤) كلاهما من حديث