قلت: وهو كما قال إلا أن عبد الله بن المختار وإن كان من رجال مسلم إلا أنه حسن الحديث.
ورواه الطبراني في الأوسط (٧١٤٥) بإسناده عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: سمعتُ أبا الدرداء يقول لابنه: يا بني ليكن المسجدُ بيتَك، فإن المساجد بيوت المتقين. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ... وفيه "ضَمِن الله له الرَوْحَ والرحمةَ والجوازَ على الصراط إلى الجنة".
وأما ما رواه أبو سعيد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا رأيتُم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان"، قال تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ} فهو ضعيف رواه ابن ماجه (٨٠٢)، والترمذي (٢٦١٧)، وابن خزيمة (١٥٠٢)، وابن حبان (١٧٢١)، والحاكم (٢/ ٣٣٢)، والبيهقي (٣/ ٦٦) كلهم من طرق عن دَرَّاج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد.
قال الترمذي: حديث غريب حسن.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد.
والصواب أنه ضعيف، فإن فيه درَّاج -بتثقيل الراء، وآخره الجيم-، وهو: ابن سمعان أبو السمح، وقيل: اسمه عبد الرحمن، ودَرَّاج لقب.
قال فيه الإمام أحمد: "حديثه منكر، وقال أبو حاتم: حديثه ضعيف".
وقال ابن عدي: "عامة الأحاديث التي أمليتُها عن دَرَّاج مما لا يتابع عليه". وقال الحافظ: "صدوق، في حديثه عن أبي الهيثم ضعف".
وأما ابن معين والدارمي فوثَّقاه. ومن علم حجّة على من لم يعلم.
[٧ - باب ما جاء في فضل الجلوس في المسجد بعد الصبح والعصر والمغرب في مصلاه]
• عن سماك بن حرب قال: قلت لجابر بن سمرة: أكنت تجالس رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم كثيرًا: كان لا يقوم من مصلاه الذي يُصلي فيه الصبحَ أو الغداة حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت الشمس قام. وكانوا يتحدَّثون، فيأخذون في أمر الجاهلية، فيضحكون ويتبسَّم.
صحيح: رواه مسلم في المساجد (٦٧٠) من طريق أبي خيثمة، عن سماك بن حرب فذكر مثله.
ورواه سفيان وزكريا كلاهما عن سماك به ولفظه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلَّى الفجْر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسنًا.
قوله: حسنًا أي: مرتفعة.
• عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحبُّ إلي من أن أعتق أربعةً من ولد