ثم رواه ابن خزيمة (٢٠٦٣) من طريقين آخرين: شعيب بن إسحاق والقاسم بن غصن - كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس، فذكره مثل اللفظ الأول.
والقاسم بن غصن ضعيف باتفاق أهل العلم.
قال ابن حبان في "المجروحين" (٨٧٥): "كان ممن يروي المناكير عن المشاهير، ويقلب الأسانيد حتى يرفع المراسيل، ويسند الموقوف، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، فأما فيما وافق الثقات فإن اعتبر معتبر لم أر بذلك بأسًا".
قلت: وقد وافقه شعيب بن إسحاق وهو ابن عبد الرحمن الأموي الدمشقي وهو ثقة من رجال الصحيح.
ورواه الحاكم (١/ ٤٣١) عن ابن خزيمة من طريق شعيب بن إسحاق بإسناده مثله.
ورواه البزار - كشف الأستار (٩٨٤) من وجه آخر عن القاسم بن غصن بإسناده مثله، وقال: "لا نعلمه بهذا اللفظ إلّا بهذا الإسناد، القاسم لين الحديث، وإنما نكتب من حديثه ما لا نحفظه من غيره" انتهى.
فالظاهر من كلامه أنه لم يقف على رواية شعيب بن إسحاق، وإلا لما كتب من حديث القاسم ابن غصن.
٣١ - باب في فضل من أفطر صائمًا
• عن زيد بن خالد الجهنيّ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من فطَّر صائمًا كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا".
صحيح: رواه الترمذي (٨٠٧)، وابن ماجه (١٧٤٦) وصححه ابن خزيمة (٢٠٦٤)، وابن حبان (٣٤٢٩) كلّهم من حديث عبد الملك بن أبي سليمان، قال: حدثني عطاء بن أبي رباح، عن زيد بن خالد الجهني، فذكره.
ورواه الإمام أحمد (١٧٠٣٣) من هذا الوجه وزاد هو وابن خزيمة: "ومن جهّز غازيًا في سبيل الله، أو خلفه في أهله كتب له مثل أجره إلا أنه لا ينقص من أجر الغازي شيء".
قال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه أيضًا البغوي في "شرح السنة" (١٨١٨) من جهة الترمذي، ونقل حكمه بأنه حسن صحيح.
وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" (١٦٥٨) مقرًا بتصحيح الترمذي وإخراج ابن خزيمة وابن حبان في "صحيحيهما".
لكن نقل العلائيّ في "جامع التحصيل" (٥٢٠) قول علي بن المديني بأن عطاء بن أبي رباح لم