ذلك خريما، فجعل يأخذ شفرة يقطع بها شعره إلى أنصاف أذنيه، ورفع إزاره إلى أنصاف ساقيه.
قال: فأخبرني أبي قال: دخلت بعد ذلك على معاوية، فإذا عنده شيخ جمته فوق أذنيه، ورداؤه إلى ساقيه، فسألت عنه، فقالوا: هذا خريم الأسدي.
قال: ثم مر بنا يوما آخر، ونحن عند أبي الدرداء، فقال له أبو الدرداء: كلمة تنفعنا ولا تضرك، فقال سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إنكم قادمون على إخوانكم، فأصلحوا رحالكم، وأصلحوا لباسكم؛ فإن اللَّه عز وجل لا يحب الفحش، ولا التفحش".
حسن: رواه أبو داود (٤٠٨٩)، وأحمد (١٧٦٢٢)، والحاكم (٤/ ١٨٣)، والبيهقي في الشعب (٥٧٩٣) كلهم من حديث هشام بن سعد، قال: حدّثنا قيس بن بشر التغلبي قال: أخبرني أبي -وكان جليسا لأبي الدرداء- قال: فذكره.
قال الحاكم: "صحيح الإسناد".
وإسناده حسن، من أجل بشر التغلبي والد قيس، وهو بشر بن قيس التغلبي وهو "صدوق" كما قال الحافظ. ولم يظهر من ترجمته في تهذيبه أي جرح فيه.
ومن أجل ابنه قيس وهو من رجال الصحيح قال فيه أبو حاتم: ما أرى بحديثه بأسا.
وأما ما رواه أحمد (١٨٨٩٩) عن عبد الرزاق، حدّثنا معمر، عن أبي إسحاق، عن شمر، عن خريم رجل من بني أسد قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لولا أن فيك اثنتين كنت أنت". قال: إن واحدة تكفيني، قال: "تسبل إزارك، وتوفر شعرك" قال: لا جرم، واللَّه لا أفعل. فهو ضعيف.
وشمر هو ابن عطية الأسدي لم يدرك خريما كما في تهذيب الكمال، وله طرق أخرى لا يسلم منها شيء.
[١١ - باب حلق الشعر كله، والنهي عن القزع]
• عن عبد اللَّه بن جعفر، أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أمهل آل جعفر ثلاثا أن يأتيهم، ثم أتاهم، فقال: "لا تبكوا على أخي بعد اليوم" ثم قال: "ادعوا لي بني أخي" فجيء بنا كأنا أفرخ، فقال: "ادعوا لي الحلاق"، فأمره فحلق رؤوسنا.
صحيح: رواه أبو داود (٤١٩٢)، والنسائي (٥٢٢٧) كلاهما من حديث وهب بن جرير، حدّثنا أبي، قال: سمعت محمد بن أبي يعقوب، يحدث عن الحسن بن سعد، عن عبد اللَّه بن جعفر، فذكره. وإسناده صحيح.
ومن هذا الطريق رواه أحمد (١٧٥٠) مطولا، وهو مذكور في موضعه.