• عن ابن عمر، أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رأى صبيا قد حلق بعض شعره وترك بعضه، فنهاهم عن ذلك، وقال: "احلقوه كله، أو اتركوه كله"
صحيح: رواه أبو داود (٤١٩٥)، والنسائي (٥٠٤٨)، وأحمد (٥٦١٥) كلهم عن عبد الرزاق -وهو في مصنفه (١٩٥٦٤) - حدّثنا معمر، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره. وإسناده صحيح.
وساق مسلم هذا الإسناد (٢١٢٠) ولم يذكر لفظه، وإنما أحال على اللفظ المذكور قبله.
• عن عبيد اللَّه بن حفص، أن عمر بن نافع، أخبره، عن نافع، مولى عبد اللَّه: أنه سمع ابن عمر يقول: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ينهى عن القزع.
قال عبيد اللَّه: قلت: وما القزع؟ فأشار لنا عبيد اللَّه قال: إذا حلق الصبي، وترك ها هنا شعرة وها هنا وها هنا، فأشار لنا عبيد اللَّه إلى ناصيته وجانبي رأسه.
قيل لعبيد اللَّه: فالجارية والغلام؟ قال: لا أدري، هكذا قال: الصبي. قال عبيد اللَّه: وعاودته، فقال: أما القصة والقفا للغلام فلا بأس بهما، ولكن القزع أن يترك بناصيته شعر، وليس في رأسه غيره، وكذلك شق رأسه هذا وهذا.
متفق عليه: رواه البخاريّ في اللباس (٥٩٢٠) من طريق ابن جريج قال: أخبرني عبيد اللَّه بن حفص به، فذكره. هذا لفظ البخاري.
قوله: "فأشار لنا عبيد اللَّه" فيه حذف تقديره فأشار لنا عبيد اللَّه ناقلا من كلام عمر بن نافع أنه قال: القزع إذا حلق الصبي، وترك ههنا شعرة وههنا وههنا.
وقوله في الإشارة الثانية: "فأشار لنا عبيد اللَّه إلى ناصيته وجانبي رأسه" من كلام عبد اللَّه نفسه. قاله العيني (٢٢/ ٥٨).
وقد يكون التفسير لنافع كما في صحيح مسلم (٢١٢٠) عن زهير بن حرب، حدثني يحيى بن سعيد، عن عبيد اللَّه، أخبرني عمر بن نافع، عن أبيه، عن ابن عمر أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- نهى عن القزع، قال: قلت لنافع: وما القزع؟ قال: "يحلق بعض رأس الصبي ويترك بعض".
فالسائل قد يكون عمر بن نافع ابنه، وقد يكون عبيد اللَّه، ويكون سؤاله في وقت آخر، وجمع الراوي الحديث وتفسيره في سياق واحد.
وقد جاء تفسير الحديث من عبيد اللَّه نفسه كما رواه أحمد (٤٩٧٣) عن محمد بن بشر، عن عبيد اللَّه، عن عمر بن نافع، عن نافع، عن عبد اللَّه بن عمر قال: نهى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن القزع. قال عبيد اللَّه: والقزع الترقيع في الرأس.
فكان عبيد اللَّه بن عمر يعزو التفسير إلى نافع مرة، ويعزوه إلى نفسه أخرى.
قال النووي: "القزع" -بفتح القاف والزاي- وهذا الذي فسره به نافع أو عبيد اللَّه هو الأصح،