قلت: عامر والنعمان ثقتان من رجال التقريب، فلا يضر تفردهما. واختلف في سماع الشعبي من أم سلمة والصحيح سماعه منها كما هو مبسوط في محله من الجامع. وعلى هذا فلا غبار في صحة إسناده.
وتوبع الشعبي أيضًا فقد رواه ابن ماجه (٩٢٥)، وأحمد (٢٦٦٠٢)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (١٠٢) كلهم من طريق موسى بن أبي عائشة، عن مولى لأم سلمة، عن أم سلمة.
ورجال الإسناد ثقات إلا مولى أم سلمة فإنه لم يسم. وقد قال ابن حجر في نتائج الأفكار (٢/ ٣٣١): "ولأم سلمة موال وثقوا".
وسماه الدارقطني في الأفراد في روايته لهذا الحديث بأنه "عبد الله بن شداد" وهو ابن الهاد الليثي ثقة من رواة الجماعة، وهو ممن يروي عن أم سلمة، ويروي عنه موسى بن أبي عائشة، ولكن - كما قال الحافظ - إن كان عبد الله بن شداد هو الليثي فيبعد أن يكون مولى لأم سلمة، فلعل الراوي عنه وهم في قوله: "مولى أم سلمة" ظنا منه بأن عبد الله بن شداد مولى لها.
وفي الباب عن مسلم بن الحارث التميمي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه أسرّ إليه قال: "إذا انصرفت من صلاة المغرب فقل: اللَّهم! أجرني من النار سبع مرات، فإنك إذا قلت ذلك ثم مِتَّ في ليلتك كتب لك جوار منها، وإذا صليت الصبح فقل كذلك، فإنك إن متَّ في يومك كتب لك جوار منها".
رواه أبو داود (٥٠٧٩)، والبخاري في التاريخ الكبير (٧/ ٢٥٣)، والطبراني في الكبير (١٩/ ٤٣٤) كلهم من طريق عبد الرحمن بن حسان الفلسطيني، عن الحارث بن مسلم بن الحارث، عن أبيه مسلم بن الحارث التميمي فذكره.
والسياق لأبي داود، ورواية الطبراني مطولة، وجاء أيضًا عند أبي داود (٥٠٨٠) بطوله.
ووقع الاختلاف على عبد الرحمن بن حسان هل هو يروي عن الحارث بن مسلم بن الحارث، عن أبيه. أو عن مسلم بن الحارث بن مسلم، عن أبيه.
وصحح البخاري وأبو حاتم وأبو زرعة وغيرهم أنه هو مسلم بن الحارث هو صحابي هذا الحديث. وابنه الحارث بن مسلم مجهول لا يعرف.
وقد تكلم ابن حجر في ترجمة مسلم بن الحارث من تهذيب التهذيب كلاما طويلا، وأشار إلى أن ابن حبان أخرجه في صحيحه ثم قال: "وتصحيح مثل هذا في غاية البعد لكن ابن حبان على عادته في توثيق من لم يرو عنه إلا واحد إذا لم يكن فيما رواه ما ينكر".
[١٢ - باب رفع الصوت بالأذكار عقب الصلوات المفروضة]
• عن ابن عباس أنّ رفع الصوت بالذِّكر حين ينصرف الناسُ من المكتوبة كان على عهد النبيّ - صلى الله عليه وسلم -.