للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خولف في روايته عن خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعا. ورواه معمر بن راشد، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس موقوفا. أخرج عنه عبد الرزاق (١٩٦١٧) ومن طريقه أحمد (٣٢٥٤)، والطبراني في الكبير (١١/ ٣١٤).

وتابع معمرًا على الوقف: عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي أخرج عنه ابن أبي شيبة في مصنفه عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس به. وله طرق أخرى موقوفة. ولذا رجّح أبو زرعة فقال: "هذا الحديث هو موقوف، لا يرفعه إلا عبد العزيز بن المختار ولا بأس بحديثه". - أي إذا لم يخالف من هو أوثق منه أو أكثر -.

[٣٩ - باب ما جاء في خلق الفأر]

• عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فقدت أمة من بني إسرائيل، لا يدرى ما فعلت، ولا أراها إلا الفأر، ألا ترونها إذا وضع لها ألبان الإبل لم تشربه، وإذا وضع لها ألبان الشاء شربته؟ "، قال أبو هريرة: فحدثت هذا الحديث كعبا، فقال: آنت سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قلت: تعم، قال ذلك مرارًا، قلت: أأقرأ التوراة؟

متفق عليه: رواه البخاري في بدء الخلق (٣٣٠٥)، ومسلم في الزهد والرقائق (٢٩٩٧: ٦١) من طرق عن خالد، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة .. فذكره.

قوله: "ألا ترونها إذا وضعت لها ألبان الإبل" قال النووي: معنى هذا أن لحوم الإبل وألبانها حرمت على بني إسرائيل دون لحوم الغنم وألبانها فدل امتناع الفأرة من لبن الإبل دون الغنم على أنها مسخ من بني إسرائيل.

وقوله: "أأقرأ التوراة؟ " بهمزة الاستفهام وهو استفهام إنكار، ومعناه ما أعلم ولا عندي شيء إلا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا أنقل عن التوراة ولا غيرها من كتب الأوائل شيئا بخلاف كعب الأحبار وغيره ممن له علم بعلم أهل الكتاب. انتهى قول النووي.

• عن أبي هريرة، قال: "الفأرة مسخ، وآية ذلك أنه يوضع بين يديها لبن الغنم فتشربه، ويوضع بين يديها لبن الإبل فلا تذوقه" فقال له كعب: أسمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: أفأنزلت علي التوراة؟

صحيح: رواه مسلم في الزهد والرقائق (٢٩٩٧: ٦٢) عن أبي كريب محمد بن العلاء، حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن محمد، عن أبي هريرة، قال .. فذكره.

الجمع بين هذا الحديث، وبين حديث عبد الله بن مسعود السابق أن الفأرة الموجودة ليستْ من المنسوخ، إنما وُجِدَ فيها بعضُ صفات المنسوخ، وهي مستمرة في الفأرة الموجودة كما يُفهم من الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>