النساء فانصرفن إلى بيوتهنَّ قبل أن يقوم الرجال.
[١٨ - باب ما جاء من انصراف النبي - صلى الله عليه وسلم - عن اليمين]
• عن السُدِّي قال: سألت أنسًا: كيف أنصرفُ إذا صلَّيتُ؟ عن يميني أو عن يساري؟ قال: أما أنا فأكثُر ما رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ينصرف عن يمينه.
صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧٠٨) من طريق أبي عوانة وسفيان، كلاهما عن السدي به.
والسدي هو: إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كُريمة أبو محمد الكوفي مختلف فيه لأجل تشبعه. فوثَّقه الإمام أحمد وغيره. وقال ابن المديني: سمعت يحيى بن سعيد يقول: ما رأيتُ أحدًا يذكر السدي إلا بخير، وما تركه أحد. ولعل مسلمًا رحمه الله ترجَّح لديه أقوالُ هؤلاء، فروي عنه ما يوافق أهل السنة، وتجنب من أحاديثه ما يوافق بدعته. لأن أقل أحواله أنه "صدوق" كما قال ابن عدي. وبالغ فيه الجوزجاني فقال: "كذاب شتام"، وذلك كعادته في الجرح الشديد لأهل الكوفة ومن اتهم بالتشيع، ولأجل ذلك رمي أهل الكوفة الجوزجانِيَّ بالنصب.
• عن البراء بن عازب قال: كُنا إذا صلينا خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحْبَبنا أن نكون عن يمينه، يُقْبِلُ عَلينا بوجهه.
قال: فسمعتُه يقول: "ربِّ قِني عذابَك يومَ تبعثُ (أو تجمع) عبادك".
صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧٠٩) عن أبي كُريب، أخبرنا ابن أبي زائدة، عن مِسْعَر، عن ثابت بن عبيد، عن ابن البراء، عن البراء ... فذكر مثله.
ورواه وكيع عن مسعر بهذا الإسناد ولم يذكر: "يُقْبل علينا بوجهه"، ومن هذا الوجه رواه ابن خزيمة (١٥٦٣) فقال: حدثنا محمد بن بشار، نا أبو أحمد، نا مسعر، عن ثابت، عن البراء بن عازب فذكر الحديث مثله ولم يذكر "يقبل علينا بوجهه" كما لم يذكر الواسطة بين ثابت بن عبيد والبراء بن عازب.
اختلف في ابن البراء من هو؟ فسماه أبو داود (٦١٥) "عبيد" مع أنه رواه من طريق أبي أحمد الزبيري، عن مِسْعَر به.
وعند أحمد (١٨٥٥٣) في رواية وكيع، وابن خزيمة (١٥٦٤) في رواية سفيان كلاهما عن مَسْعَر اسمه "يزيد بن البراء".
ثم رواه ابن خزيمة (١٥٦٣) من طرق عن وكيع، عن مِسْعَر، عن ثابت بن عبيد، عن البراء بن عازب بدون واسطة. كما سبق ذكره.
وسماه البغوي: ربيع بن البراء، بعد أن رواه من طريق أبي زائدة، عن مسعر، عن ثابت بن عبيد،