ثقة إلا أن رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة، والوليد بن مسلم شامي إلا أنه لم يخطئ فيه لوجود شواهد كثيرة وإن كانت هذه الشواهد لا تخلو من مقال.
فقد رواه البزار (٥٣٣) عن علي بن أبي طالب، وأبو نعيم في الحلية (٣/ ١٥٧) عن أبي هريرة وغيرهما.
ومجموعه يدل على أنه له أصلا، وأصحها حديث عائشة وبالله التوفيق.
[٢٣ - باب ما يقول إذا أنعم الله عليه نعمة]
• عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أنعم الله على عبد نعمة فقال: الحمد لله إلا كان الذي أعطى أفضل مما أخذ".
حسن: رواه ابن ماجه (٣٨٠٥)، والبزار (٧٥١٤) كلاهما من طريق أبي عاصم، عن شبيب بن بشر، عن أنس فذكره.
وقال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أنس إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد".
قلت: هذا إسناد حسن من أجل شبيب بن بشر فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث وقد حسنه البوصيري في مصباح الزجاجة.
وقوله: "كان الذي أعطى" أي الذي قلته من الحمد أفضل مما أخذته من النعمة. قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [سورة إبراهيم: ٧].
[٢٤ - باب ما يقال إذا صعب الأمر]
• عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "اللهم! لا سهل إلا ما جعلته سهلا، وأنت تجعل الحزن سهلا إذا شئت".
صحيح: رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة (٣٥٢)، والبيهقي في الدعوات (٢٦٦)، وصحّحه ابن حبان (٩٧٤)، والضياء في المختارة (٥/ ٦٢ - ٦٣) كلهم من طرق، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس فذكره. وإسناده صحيح.
وقد روي عن حماد بن سلمة عن ثابت مرسلا، والموصول أصح لأن الذين وصلوه أصح، وصحّحه أيضا ابن حجر في الفتوحات الربانية (٤/ ٢٥).
[٢٥ - باب ما يقول الرجل إذا قيل له: غفر الله لك]
• عن عبد الله بن سرجس قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأكلت معه فقلت: غفر الله لك يا رسول الله قال: "ولك". قلت لعبد الله: استغفر لك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم ولكم، ثم تلا هذه الآية {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} [سورة محمد: ١٩] ثم درت حتى صرت خلفه ثم نظرت إلى