كذلك رواه أبو إسحاق السبيعي عن عبد الله بن موسى، أو ابن أبي موسى أنَّ سعيد بن العاص أرسل إلى ابن مسعود وحذيفة، وأبي موسى، فسألهم عن التكبير في العبد، فأسندوا أمرهم إلى ابن مسعود فقال: تكبَّر أربعًا قبل القراءة، ثمّ تقرأ، فإذا فرغت كبَّرت، فركعت، ثمّ تقوم في الثانية فتقرأ، فإذا فرغت كبَّرت أربعًا. وعبد الرحمن هو: ابن ثابت بن ثوبان ضعَّفه يحيى بن معين قال: كان رجلًا صالحًا" انتهى.
وأعلَّ ابن الجوزي في "التحقيق" لعبد الرحمن بن ثوبان قال قال ابن معين: ضعيف، وقال أحمد: لم يكن بالقويّ، وأحاديثه مناكير، قال: وليس يُروي عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - في تكبير العيدين حديث صحيح. انتهى.
وقال في "التنقيح" عبد الرحمن بن ثوبان وثَّقه غير واحد، وقال ابن معين: ليس به بأس، ولكن أبو عائشة، قال ابن حزم فيه: مجهول.
وقال ابن القطان: "لا أعرف حاله" انظر "نصب الراية" (٢/ ٢١٥).
قال البيهقيّ بعد أن روى حديث ابن مسعود من قوله: "والمرفوع أولى مع عمل الناس".
[٩ - باب ما يقرأ به في صلاة العيدين]
• أن عمر بن الخطّاب سأل أبا واقد الليثي: ما كان يقرأ به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في الأضحى والفِطر؟ فقال: كان يقرأ فيهما بـ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} و {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} ..
صحيح: رواه مالك في العيدين (٨) عن ضمرة بن سعيد المازنيّ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، أن عمر بن الخطّاب سأل أبا واقد فذكره.
ورواه مسلم في العيدين (٨٩١) من طريق مالك به، مثله.
ولكن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة لم يدرك عمر بن الخطّاب، ولذا أورد مسلم عقبه رواية أخرى عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي واقد الليثي قال: سألني عمر بن الخطّاب عمَّا قرأ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يوم العيد؟ فقلت: بـ {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ}، و. {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ}.
قال النوويّ: "الرواية الثانية متصلة، فإنه أدرك أبا واقد بلا شك، وسمعه بلا خلاف، فلا عَتَبَ على مسلم حينئذ في روايته، فإنه صحيح متصل".
• عن النعمان بن بشير قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في العيدين وفي الجمعة بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}. قال: وإذا اجتمع العيدُ والجمعةُ في يوم واحدٍ يقرأ بهما أيضًا في الصَّلاتين.
صحيح: رواه مسلم في الجمعة (٨٧٨) من طرق عن جرير، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر،