قال ابن إسحاق: وأخبرني عبد الله بن أبي نجيح أنه ذكر له: أن الشهيد إذا ما أصيب تدلت (له) زوجتاه من الحور العين، عليه تنفضان التراب عن وجهه، وتقولان: ترب الله وجه من تربك، وقتل من قتلك.
سيرة ابن هشام (٢/ ٣٤٤ - ٣٤٥)
[٢٢ - خبر الحجاج بن علاط البهزي في خداع أهل مكة]
• عن أنس قال: لما افتتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر قال الحجاج بن علاط: يا رسول الله! إن لي بمكة مالا وإن لي بها أهلًا، وإني أريد أن آتيهم، أفأنا في حل إن أنا نلت منك أو قلت شيئًا؟ فأذن له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقول ما شاء، فأتى امرأته حين قدم، فقال: اجمعي لي ما كان عندك فإني أريد أن أشتري من غنائم محمد وأصحابه، فإنهم قد استبيحوا وأصيبت أموالهم. قال: ففشا ذلك بمكة، فانقمع المسلمون، وأظهر المشركون فرحًا وسرورًا، قال: وبلغ الخبر العباس فعقر، وجعل لا يستطيع أن يقوم.
قال معمر: فأخبرني عثمان الجزري، عن مقسم، قال: فأخذ ابنا له يقال له قثم، فاستلقى ووضعه على صدره وهو يقول:
حبي قثم شبيه ذي الأنف الأشم ... نبي ذي النِّعَم برغم من رغم
قال ثابت، عن أنس ثمّ أرسل غلامًا له إلى حجَّاج بن علاط، فقال: ويلك ما جئت به وماذا تقول؟ فما وعد الله خير مما جئت به. قال حجَّاج بن علاط لغلامه: اقرأ على أبي الفضل السّلام وقل له: فليخل لي بعض بيوته لآتيه، فإن الخبر على ما يسره، فجاء غلامه فلمّا بلغ باب الدار، قال: أبشر أبا الفضل! فوثب العباس فرحًا حتَّى قبل بين عينيه، فأخبره ما قال الحجاج، فأعتقه، قال: ثمّ جاءه الحجاج، فأخبره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد افتتح خيبر، وغنم أموالهم، وجرت سهام الله في أموالهم، واصطفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صفية بنت حيي فاتخذها لنفسه، وخيرها أن يعتقها وتكون زوجته، أو تلحق بأهلها، فاختارت أن يعتقها وتكون زوجته، ولكني جئت لمال كان لي هاهنا أردت أن أجمعه فأذهب به، فاستأذنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأذن لي أن أقول ما شئت، فأخف عني ثلاثًا، ثمّ اذكر ما بدا لك، قال: فجمعت امرأته ما كان عندها من حلي ومتاع، فجمعته فدفعته إليه ثمّ استمر به.
فلمّا كان بعد ثلاث أتى العباسُ امرأةَ الحجاج، فقال: ما فعل زوجك؟ فأخبرته أنه