٢ - باب تُجّار المشركين مأمونون على أنفسهم وعلى تجارتهم في دولة الإسلام
• عن جابر بن عبد الله، قال: كنا لا نقتل تجار المشركين على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
حسن: رواه ابن أبي شيبة في مسنده (١٩٥٦ - المطالب العالية)، وأبو يعلى (١٩١٧) كلاهما من طريق عباد بن العوام، عن حجَّاج - هو ابن الأرطاة - عن أبي الزُّبير، عن جابر .. فذكره.
وفيه حجَّاج بن أرطاة وهو مدلِّس وقد عنعنه، لكنه توبع.
فقد روى ابن أبي شيبة في المصنف (٣٣٨٠٢)، والبيهقي (٩/ ٩١) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عن أشعث، عن أبي الزُّبير، عن جابر قال: كانوا لا يقتلون تجار المشركين.
وأشعث بن سوار ضعيف يكتب حديثه، فيكون الحديث حسنا بطريقيه إن شاء الله تعالى.
[٣ - باب الوصية بأهل الذمة]
• عن جويرية بن قدامة التميمي قال: سمعت عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه - قلنا: أوصنا يا أمير المؤمنين قال: أوصيكم بذمة الله، فإنه ذمة نبيكم ورزق عيالكم.
صحيح: رواه البخاريّ في الجزية والموادعة (٣١٦٢) عن آدم بن أبي إياس، حدثنا شعبة، حَدَّثَنَا أبو جمرة قال: سمعت جويرية بن قدامة التميمي .. فذكره.
هكذا ذكره البخاريّ مختصرًا. ورواه الإمام أحمد (٣٦٢) عن محمد بن جعفر، عن شعبة بإسناده مطوَّلًا. وهذا نصه:
عن جويرية بن قدامة قال: حججت، فأتيت المدينة العام الذي أصيب فيه عمر - رضي الله عنه - قال: فخطب فقال: إني رأيت كأن ديكا أحمر نقرني نقرة أو نقرتين - شعبة الشاك - فكان من أمره أنه طُعن فأذن للناس عليه فكان أول من دخل عليه أصحاب النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، ثمّ أهل المدينة، ثمّ أهل الشام، ثمّ أذن لأهل العراق، فدخلت فيمن دخل قال فكان كلما دخل عليه قوم أثنوا عليه وبكوا.
قال: فلمّا دخلنا عليه قال: وقد عصب بطنه بعمامة سوداء والدم يسيل قال: فقلنا: أوصنا قال: وما سأله الوصية أحد غيرنا فقال: عليكم بكتاب الله؛ فإنكم لن تضلوا ما اتبعتموه. فقلنا: أوصنا فقال: أوصيكم بالمهاجرين فإن الناس سيكثرون ويقلون. وأوصيكم بالأنصار؟ فإنهم شعب الإسلام الذي لجأ إليه. وأوصيكم بالأعراب؛ فإنهم أصلكم ومادتكم .. وأوصيكم بأهل ذمتكم؛ فإنهم عهد نبيكم ورزق عيالكم. قوموا عني، قال: فما زادنا على هؤلاء الكلمات.
قال محمد بن جعفر: قال شعبة: ثمّ سألته بعد ذلك فقال في الأعراب: وأوصيكم بالأعراب؛ فإنهم إخوانكم وعدو عدوكم. اهـ.
ولكن رواه البخاريّ بأسانيد أخرى توصية عمر بن الخطّاب في كتاب الزّكاة (١٣٩٢) وفي