للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٧ - باب مشورة الحباب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -]

قال ابن إسحاق: فحدثت عن رجال من بني سلمة، أنهم ذكروا: أن الحباب بن المنذر بن الجموح قال: يا رسول الله، أرأيت هذا المنزل، أمنزلا أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه، ولا نتأخر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قال: بل هو الرأي والحرب والمكيدة؟ فقال: يا رسول الله، فإن هذا ليس بمنزل، فانهض بالناس حتَّى تأتي أدنى ماء من القوم، فننزله، ثمّ نغور ما وراءه من القلب، ثمّ نبني عليه حوضًا فنملؤه ماء، ثمّ نقاتل القوم، فنشرب ولا يشربون، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لقد أشرت بالرأي، فنهض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن معه من الناس، فسار حتَّى إذا أتى أدنى ماء من القوم نزل عليه، تم أمر بالقلب فغوّرت، وبنى حوضًا على القليب الذي عليه، فملئ ماء، ثمّ قذفوا فيه الآنية. سيرة ابن هشام (١/ ٦٢٠) وفيه رجال لا يعرفون.

هذه القصة مشهورة في كتب السير. وذكرها أيضًا البيهقي في الدلائل (٣/ ٣٥) أخذًا من عروة بن الزُّبير وغيره نحوه، والذّهبي في تاريخ الإسلام (المغازي ص ١٠٨) ولفظه: فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أشيروا علي في المنزل.

فقال الحباب بن المنذر السلمي: أنا يا رسول الله عالم بها وبقلبها، إن رأيت أن نسير إلى قليب منها قد عرفتها كثيرة الماء عذبة، فننزل عليها ونسبق القوم إليها ونغوّر ما سواها. فقال: سيروا فإن الله قد وعدكم إحدى الطائفتين. فوقع في قلوب ناس كثير الخوف.

فتسارع المسلمون والمشركون إلى الماء، فأنزل الله تلك الليلة مطرًا واحدًا، فكان على المشركين بلاءا شديدًا منعهم أن يسيروا، وكان على المسلمين ديمة خفيفة لبد لهم الأرض، فسبقوا إلى الماء فنزلوا عليه شطر الليل، فاقتحم القوم في القليب فماحوها حتَّى كثر ماؤها، وصنعوا حوضًا عظيمًا، ثمّ غوّروا ما سواها من المياه.

وأمّا ما رواه الحاكم (٣/ ٤٢٧) من حديث أبي الطفيل الكناني قال: أخبرني الحباب بن المنذر قال: أشرت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر بخصلتين، فقبلهما مني، خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعسكر خلف الماء، فقلت: يا رسول الله أبوحي أم رأي؟ ، قال: برأي يا حباب! قلت: فإن الرأي أن تجعل الماء خلفك، فإن لجأت دجأت إليه، فقبل ذلك مني، ونزل جبريل على النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أي الأمرين أحب إليك؟ تكون في دنياك مع أصحابك، أو ترد على ربك فيما وعدك من جنات النعيم فاستشار أصحابه، فقالوا: يا رسول الله، تكون معنا أحب إلينا، وتخبرنا بعورات عدونا، وتدعو الله لينصرنا عليهم، وتخبرنا من خبر السماء، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما لك لا تتكلم يا حباب؟ فقلت يا رسول الله! اختر حيث اختار لك ربك فقبل ذلك مني. فهو منكر كما قال الذّهبي في تلخيصه.

[٨ - باب بناء قبة أو عريش للنبي - صلى الله عليه وسلم -]

• عن عبد الله بن عباس أن النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - قال - وهو في قبة يوم بدر - فذكر الدعاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>