صحيح: رواه مسلم في الحج (١٢٨٤) من طريق يحيي بن سعيد (هر الأنصاريّ)، عن عبد الله ابن أبي سلمة (هو الماجشون)، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، به.
ورواه مسلم أيضًا من طريق عمر بن حسين، عن عبد الله بن أبي سلمة، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، قال:"كنّا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غداة عرفة، فمنّا المكبِّر، ومنّا المهلّل، فأمّا نحن فنكبِّر". قال: قلت: واللهِ! لعجبًا منكم! ، كيف لم تقولوا له: ماذا رأيتَ رسول الله يصنع؟ ! .
٧٦ - باب قصر الخطبة وتعجيل الصّلاة يوم عرفة
• عن سالم بن عبد الله أنه قال: كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج بن يوسف: أنْ لا تخالف عبد الله بن عمر في شيء من أمر الحجِّ. قال: فلمّا كان يوم عرفة، جاءه عبد الله بن عمر حين زالت الشّمس وأنا معه، فصاح به عند سُرادقِه: أيْنَ هذا؟ فخرج عليه الحجّاج وعليه مِلْحفةٌ مُعَصْفرة، فقال: ما لك يا أبا عبد الرحمن؟ فقال: الرَّواح إنْ كنتَ تُريد السُّنة. فقال: أهذه السّاعة؟ قال: نعم. قال: فأنظرني حتّى أفيض عليَّ ماءً، ثم أخْرُجَ، فنزل عبد الله، حتى خرج الحجّاج فسار بيني وبين أبي، فقلت له: إن كنتَ تريدُ أن تُصيب السُّنة اليوم فاقْصُر الخطبة وعجِّلْ الصَّلاةَ. قال: فجعل ينظر إلى عبد الله بن عمر كيما يسمع ذلك منه، فلمّا رأى ذلك عبد الله قال: صدق سالم.
صحيح: رواه مالك في الحج (١٩٤) عن ابن شهاب، عن سالم، به.
ورواه البخاريّ في الحجّ (١٦٦٠) من طريق مالك، به، مثله.
ورواه أيضًا (١٦٦٢) معلقًا عن الليث، حدّثني عقيل، عن ابن شهاب، قال: أخبرني سالمٌ: "أنّ الحجّاج بن يوسف -عام نزل بابن الزبير رضي الله عنهما- سأل عبد الله -رضي الله عنه-: كيف تصنعُ في الموقف يوم عرفة؟ فقال سالم: إن كنتَ تريد السّنة فهجِّر بالصّلاة يوم عرفة. فقال عبد الله بن عمر: صدق إنّهم كانوا يجمعون بين الظهر والعصر في السُّنة. فقلت لسالم: أفعل ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: وهل يتبعون بذلك إلّا سنته؟ ! ". قال الحافظ في الفتح (٣/ ٥١٤): "وصله الإسماعيليّ من طريق يحيى بن بكير وأبي صالح جميعًا عن الليث".
وأمّا ما رواه سعيد بن حسان، عن ابن عمر، قال: لما قتل الحجاجّ ابنَ الزّبير أرسل إلى ابن عمر: "أية ساعة كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يروح في هذا اليوم؟ قال: إذا كان ذلك رُحنا، فلما أراد ابن عمر أن يروح قالوا: لم تزغ. قال: أزاغت الشمس؟ قالوا: لم تزغ الشمس. قال: فلما قالوا: زاغت الشمس ارتحل" ففيه سعيد بن حسان لم يوثقه أحد، وذكره ابن حبان في الثقات، ولم يرو عنه إلا اثنان، فهو "مقبول" عند الحافظ ابن حجر.