وثجاجا، أي: كثيرا.
٤ - باب قوله: {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (١٨)}
• عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "بين النفختين أربعون" قالوا: يا أبا هريرة! أربعون يومًا؟ قال: أبيتُ، قالوا: أربعون شهرا؟ قال: أبيت. قالوا: أربعون سنة؟ قال: أبيت. "ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل" قال: "وليس من الإنسان شيء إلا يبلى، إلا عظما واحدا، وهو عجْبُ الذَنَب، ومنه يُرَكَّبُ الخلق يوم القيامة".
متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٩٣٥)، ومسلم في الزهد والرقائق (٢٩٥٥) كلاهما من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: فذكره، واللفظ لمسلم ولفظ البخاري نحوه.
تنبيه: رواه البخاري عن شيخه محمد، ولم ينسبه، وهو محمد بن سلام بن الفرج السلمي مولاهم البيكندي، وأما مسلم فرواه عن أبي كريب محمد بن العلاء بن كريب.
٥ - باب قوله: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (٣١) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (٣٢) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (٣٣)}
قوله: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا} أي: فوزا ونجاة من النار.
قوله: {وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا} كواعب واحدها كاعب، وهي الجواري قد تكعبت ثُديُّهن، {أَتْرَابًا} أي: مستويات في السن.
٦ - باب قوله: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (٣٨)}
قوله: {يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا} الروح هو: روح القدس، أي: جبريل - عليه السلام -، أفرد ذكره عن الملائكة لعظم شأنه.
وقيل: أرواح بني آدم والجن، ليصفَّ جميع المخلوقات من الإنس والجن والملائكة أمام الله متواضعين خاشعين يوم القيامة.
٧ - باب قوله: {إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَالَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (٤٠)}
قوله: {وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَالَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا} يتمنى الكافر يوم القيامة لما يلقى من العذاب فيقول: يا ليتني كنت ترابا ولم أُخْلق، ولم أُخرج إلى الوجود.
وقيل: إنما يود ذلك حين يحكم الله بين الحيوانات التي كانت في الدنيا، حتى إنه ليقتص للشاة الجماء من القرناء، فإذا فرغ من الحكم بينها قال لها: كوني ترابا. فعند ذلك يقول الكافر: {يَالَيْتَنِي