حبَّان ولذا قال فيه الحافظ: "مقبول" أي إذا توبع.
٩ - باب ما جاء إن للقبر ضغطة ً
• عن عائشة، عن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: "للقبر ضغطةٌ لو نجا منها أحد لنجا منها سعد ابن معاذ".
صحيح: رواه ابن حبَّان في صحيحه (٣١١٢) عن عمر بن محمد الهمدانيّ، حَدَّثَنَا بُنْدار، عن عبد الملك بن الصباح، حَدَّثَنَا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع، عن صفية، عن عائشة فذكرته. وإسناده صحيح، بُندار هو: محمد بن بشار.
ونافع هو: مولي ابن معمر.
وصفية هي: بنت أبي عبيد الثقفية زوج ابن عمر، وهي أخت المختار بن أبي عبيد، وثَّقها العجلي وابن حبَّان، واعتمد الحافظ على توثيق العجلي في "التقريب" وهي من رواه مسلم والسنن ما عدا الترمذي.
هكذا رواه أيضًا البيهقيّ في إثبات عذاب القبر من طريق عبد الملك بن الصباح (١٢٠) ومن طريق آدم بن أبي إياس (١١٩)، والطحاوي في مشكله من طريق عبد الرحمن بن زياد (٢٧٤) كلّهم من حديث شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع، عن صفية، عن عائشة، أو عن امرأة ابن عمر، عن عائشة.
وأبهم محمد بن جعفر وهو غندر الراوي عن عائشة فقال: عن إنسان عن عائشة رواه الإمام أحمد (٢٤٦٦٣) عنه عن شعبة بإسناده.
فلا يضر هذا الإبهام بعد أن عرفناه، ولذا قال الحافظ الهيثمي في "المجمع"، (٣/ ٤٦): "رواه أحمد عن نافع، عن عائشة، وعن نافع عن إنسان، عن عائشة، وكلا الطريقين رجالهما رجال الصحيح". وقال العراقي في "المغني" (٤/ ٤٨٧): "رواه أحمد بإسناد جيد".
وكذلك لا يُعَلُّ بما رواه يحيى بن سعيد، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع، عن عائشة، هكذا رواه عنه الإمام أحمد (٢٤٢٨٣) وابنه عبد الله في "السنة" (١٤١٢) عن أبيه عنه، والطحاوي في مشكله (٢٧٣) عن إبراهيم بن مرزوق، حَدَّثَنَا وهب بن جرير، حَدَّثَنَا شعبة بإسناده.
قال الطحاوي: "هكذا حَدَّثَنَا ابن مرزوق بغير إدخال منه بين نافع وبين أم المؤمنين أحدًا" لأن من ذكره حجة على من لم يذكره.
وكذلك لا يضر ما رواه أبو حذيفة عن سفيان، عن سعد، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ولو أن أحدًا نجا من عذاب القبر لنجا منه سعد" ثمّ قال بأصابعه الثلاثة يجمعها كأنه يقللها، ثمّ قال: "لقد ضُغِط ثمّ عوفي"، رواه الطحاويّ في مشكله (٢٧٦)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (١٢١)، ، وأبو نعيم في "الحلية" (٣/ ١٧٣ - ١٧٤) كلّهم من طرق، عن أبي حذيفة بإسناده.