قال أبو نعيم: كذا رواه أبو حذيفة، عن الثوري، عن سعد، ورواه غندر (وهو محمد بن جعفر) وغيره عن شعبة، عن سعد، عن نافع، عن إنسان، عن عائشة مثله" انتهى.
وقال الطحاويّ: خالف سفيانُ بن سعيد شعبةَ في إسناد هذا الحديث عن سعد فذكر الإسناد.
قلت: لعل الوهم من أبي حذيفة وهو موسي بن مسعود النهديّ، وصفه الحاكم أبو عبد الله بكثير الوهم وسيء الحفظ، وقال الحافظ في التقريب: صدوق سيء الحفظ، وكان يُصحف" فلعله تصحف عليه ابن عمر مكان عائشة، ولذا صدَّره البيهقيّ بقوله: وقيل عن نافع عن ابن عمر.
• عن ابن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "هذا الذي تحرك له العرش، وفُتِحتْ له أبوابُ السماء، وشهِده سبعون ألْفًا من الملائكة، لقد ضُمَّ ضمةُ ثمّ فُرِّج عنه".
صحيح: رواه النسائي (٢٠٥٥) عن إسحاق بن إبراهيم، قال: حَدَّثَنَا عمرو بن محمد العَنْقريّ، قال: حَدَّثَنَا ابن إدريس، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر فذكره.
وأخرجه البيهقي في إثبات عذاب القبر (١٢٢) من وجه آخر، عن محمد بن إدريس بإسناده مثله وقال: تابعه عمرو بن محمد القرشي، عن ابن إدريس.
وإسناده صحيح، ومحمد بن إدريس هو الإمام الشافعي المطلبي.
وأمّا ما رواه الحاكم وصحّحه (٣/ ٢٠٦) من طريق عطاء بن السائب، عن مجاهد، عن ابن عمر مرفوعًا وزاد فيه: "ضُم سعد في القبر ضمةً، فدعوت الله أن يكشف عنه" ففيه عطاء بن السائب مختلط، وقد زاد فيه الدعاء، وبه أعلّه الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" (٤/ ١٢٨).
وللحديث طرق أخرى والذي ذكرته هو أصحها.
وفي الباب عن ابن عباس وجابر بن عبد الله وغيرهما ولا يصح منها شيء، انظر أحاديث هؤلاء في "إثبات عذاب القبر" للبيهقي.
• عن أبي أيوب أن صبيا دُفن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أفلت أحد من ضمة القبر لأفلت هذا الصبي".
حسن: رواه الطبراني في "الكبير" (٤/ ١٤٣) عن الحسين بن إسحاق التستريّ، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا وكيع، عن حمّاد بن سلمة، عن ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن البراء بن عازب، عن أبي أيوب فذكره. قال الهيثميّ في "المجمع" (٣/ ٤٧): "رواه الطبراني في "الكبير" ورجاله رجال الصَّحيح".
قلت: وهو كما قال، إِلَّا أن ثمامة بن عبد الله بن أنس وإن كان من رجال الصَّحيح إِلَّا أنه "صدوق".
• عن أنس أن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - صلَّى على صبيّ، أو صَبية فقال: "لو كان نجا أحد من ضمة القبر لنجا هذا الصبيُّ".