للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١ - باب قوله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١)}

• عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يوم بدر: "من فعل كذا وكذا، فله من النفل كذا وكذا". قال: فتقدم الفتيان، ولزم المشيخة الرايات، فلم يبرحوها. فلما فتح اللَّه عليهم، قالت المشيخة: كنا ردءا لكم، لو انهزمتم لفئتم إلينا، فلا تذهبوا بالمغنم، ونبقى، فأبى الفتيان، وقالوا: جعله رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لنا، فأنزل: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}. يقول: فكان ذلك خيرًا لهم، فكذلك أيضًا، فأطيعوني؛ فإني أعلم بعاقبة هذا منكم.

وفي لفظ: "من قتل قتيلا فله كذا وكذا، ومن أسر أسيرا فله، كذا وكذا". وزاد في رواية: فقسمها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بالسواء.

صحيح: رواه أبو داود (٢٧٣٧)، والحاكم (٢/ ١٣١ - ١٣٢)، -وعنه البيهقي (٦/ ٢٩١) - كلاهما من طريق خالد بن عبد اللَّه الواسطي، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.

وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح، فقد احتج البخاريّ بعكرمة، وقد احتج مسلم بداود بن أبي هند". وقال الذهبي: "قلت: "هو على شرط البخاريّ".

والزيادة المذكورة بلفظين قد رواها أبو داود (٢٧٣٨، ٢٧٣٩)، والبيهقي (٦/ ٢٩٢، ٦/ ٣١٥) من طرق عن داود بن أبي هند به. وإسناده صحيح أيضًا.

• عن ابن عباس قوله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ}، قال: الأنفال المغانم كانت لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خالصة، ليس لأحد منها شيء، ما أصاب سرايا المسلمين من شيء أتوه به، فمن حبس منه إبرة أو سِلْكًا فهو غُلول. فسألوا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يعطيهم منها، قال اللَّه: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} قل: الأنفال لي جعلتها لرسولي، ليس لكم فيها شيء. {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}، ثم أنزل اللَّه {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [سورة الأنفال: ٤١]. ثم قسم ذلك الخُمس لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولمن سمي في الآية.

<<  <  ج: ص:  >  >>