قوله: {أَنْدَادًا}: واحدها ندّ أي: شركاء.
• عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كلمة، وقلت أخرى، قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من مات وهو يدعو من دون اللَّه ندا دخل النار" وقلت أنا: من مات وهو لا يدعو اللَّه ندا دخل الجنة.
متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٤٩٧) ومسلم في الإيمان (١٥٠: ٩٢) كلاهما من حديث الأعمش، عن شقيق، عن عبد اللَّه بن مسعود فذكره.
هذا الذي قاله عبد اللَّه بن مسعود فإن من المعروف أنه كان يحتاط في رفع الحديث إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولذا قيل: إنه سمع الحديثين جميعًا من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فرفع منهما ما كان حافظا له، ووقّف الذي شك فيه، لأن اللفظين ثابتان عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في حديث جابر الآتي:
• عن جابر قال: أتى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رجل فقال: يا رسول اللَّه، ما الموجبتان؟ فقال: "من مات لا يشرك باللَّه شيئًا دخل الجنة، ومن مات يشرك باللَّه شيئًا دخل النار".
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٥١: ٩٣) من طرق عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر فذكره.
٤٥ - باب قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (١٧٢)}
• عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أيها الناس إن اللَّه طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن اللَّه أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: {يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [المؤمنون: ٥١] وقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} ثم ذكر: الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء، يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذّي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟ ".
صحيح: رواه مسلم في الزكاة (١٠١٥) عن أبي كريب محمد بن العلاء، حدّثنا أبو أسامة، حدّثنا فضيل بن مرزوق، حدثني عدي بن ثابت، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: فذكره.
٤٦ - باب قوله: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٧٣)}
قوله: {الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ}: عام يشمل كل ميتة ودم، ولكن استثني من الميتة: السمك والجراد، ومن الدم: الكبد والطحال، فإنها حلال.