٢ - باب حب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- للنساء
• عن أنس قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "حُببت إلىّ النساء، والطيب، وجعل قرة عيني في الصلاة".
حسن: رواه النسائي (٣٩٣٩) وأحمد (١٣٠٥٧) والبيهقي (٧/ ٧٨) كلهم من حديث سلام أبي المنذر، عن ثابت، عن أنس فذكره واللفظ لأحمد، وإسناده حسن من أجل سلام أبي المنذر وهو سلام بن سليمان المزني القاري البصري قال ابن معين: لا بأس به وعنه رواية أخرى: لا شيء. ويحتمل أن يكون أراد سلامًا الطويل، وقال أبو حاتم: صدوق صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال أحمد: حسن الحديث كما سيأتي.
قال الذهبي في الميزان (٢/ ١٧٧): وإسناده قوي.
وقال ابن حجر في التلخيص (٣/ ١١٦): إسناده حسن.
قلت: وتابعه جعفر بن سليمان، عن ثابت كما قال البيهقي.
رواه النسائي (٣٩٤٠) والحاكم (٢/ ١٦٠) كلاهما عن سيار بن حاتم، قال: ثنا جعفر، عن ثابت، عن أنس.
قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم".
قلت: بل إسناده ضعيف، فإن سيار بن حاتم العنزي أبو سلمة البصري قال أبو أحمد الحاكم: "في حديثه بعض المناكير"، وقال العقيلي: "أحاديثه مناكير" وضعفه ابن المديني، وقال الأزدي: عنده مناكير، ثم هو ليس من رجال مسلم فتنبه.
ثم قال البيهقي: روى ذلك جماعة من الضعفاء، عن ثابت.
قلت: منهم سلّام بن أبي الصهباء، عن ثابت. كما ذكره الدارقطني في "العلل" (١٢/ ٤٠) ولم أقف على مخرجه، إلا أنه ضعيف. قال البخاري: منكر الحديث.
ومجموع هذه الطرق يقوي بعضها بعضا. ويكون الحديث حسنًا كما قال ابن حجر. ولكن خالفهم حماد بن زيد ومحمد بن عثمان فروياه عن ثابت مرسلًا. قال الدارقطني: "والمرسل أشبه بالصواب".
هكذا قال. والقواعد الحديثية تقتضي أن تقبل الزيادة.
وأما ابن عدي فخلّط بين سلّام بن سليمان وبين سلّام بن أبي الصهباء لأن كلًّا منهما يكنّى بأبي المنذر. فنقل عن البخاري عن سلّام بن أبي الصهباء البصري سمع ثابتًا أنه "منكر الحديث" ونقل عن الإمام أحمد يقول: سلّام أبو المنذر حسن الحديث. الكامل (٣/ ١١٥١).
فقول البخاري في سلّام بن أبي الصهباء، وقول الإمام أحمد في سلّام بن سليمان أبي المنذر