وذلك من تعنتهم وعنادهم، حتى لو أنزل الله عليهم قرآنا آخر لكذبوه أيضا.
وقوله:{فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ} أي قبل أن أكون نبيا وهو أربعون سنة، فهل أخذتم علي الكذب، بل العكس من ذلك كانوا سموه أمينا وصادقا. وقصة أبي سفيان مع هرقل مشهورة حين سأله: "هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ " قال أبو سفيان: "لا". وكان يومئذ زعيم المشركين.
وقال جعفر بن أبي طالب للنجاشي ملك الحبشة: بعث الله فينا رسولا نعرف نسبه، وصدقه، وأمانته، وقد كانت مدة مقامه بين أظهرنا قبل النبوة أربعين سنة. انظر تفاصيل ذلك في جزء السيرة النبوية.
أي لا أحد أظلم وأشد جرما ممن تقول على الله، وزعم أن الله أرسله، فإن من كذب على الله فإن الله فضحه، وجعله من الخاسرين مثل مسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة، ففضحه الله تعالى، وجعله من الخاسرين، ومثل غلام أحمد القادياني الذي ادعى النبوة، وهو كاذب. وقد أظهر الله كذبه للناس، وبينهما أناس آخرون ادعوا النبوة، فكان أمرهم مثل هؤلاء؟ لأن الله تعالى لن يترك أحدا يكذب عليه، ويدعي أنه أرسله لما في ذلك من المفسدة على الخلق أجمعين.
• عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من يوم طلعت شمسه، إلا وكّل بجنبتيها ملكان، يناديان نداء يسمعه خلق الله كلهم غير الثقلين: يا أيها الناس، هلموا إلى ربكم، إن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى. ولا آبت الشمس إلا وكّل بجنبتيها ملكان يناديان نداء يسمعه خلق الله كلهم غير الثقلين: اللهم أعط منفقا خلفا، وأعط