أنت رسول اللَّه، وخاتم الأنبياء، وغفر اللَّه لك ما تقدم من ذنبك، وما تأخر، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فأنطلق، فآتي تحت العرش، فأقع ساجدًا لربي، ثم يفتح اللَّه علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئًا لم يفتحه لأحد قبلي، ثم يقال: يا محمد، ارفع رأسك، سل تعطه، اشفع تشفع، فأرفع رأسي، فأقول: يا رب، أمتي أمتي، فيقال: يا محمد، أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب، والذي نفس محمد بيده، إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر، أو كما بين مكة وبصرى".
متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٧١٢)، ومسلم في الإيمان (١٩٤) كلاهما من حديث أبي حيان التيمي، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة، فذكر الحديث. واللفظ لمسلم.
٣ - شفاعته -صلى اللَّه عليه وسلم- في فتح باب الجنة لأهلها:
• عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أنا أوّلُ النّاس يشفع في الجنّة، وأنا أكثر الأنبياء تبعًا".
وفي رواية: "أنا أكثر الأنبياء تبعًا يوم القيامة، وأنا أوّل من يقْرع باب الجنّة".
وفي رواية أخرى: "أنا أوّل شفيع في الجنة، لم يُصَدَّق نبيٌّ من الأنبياء ما صدّقتُ، وإنّ من الأنبياء نبيًّا ما يصدِّقه من أمّته إلّا رجل واحد".
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٩٦) عن قتيبة بن سعيد، قال: حدّثنا جرير، عن المختار بن فلفل، عن أنس، فذكره.
والرواية الثانية رواها من وجه آخر عن سفيان، عن المختار، بإسناده.
والرّواية الثالثة رواها من وجه آخر عن زائدة، عن المختار، بإسناده.
٤ - شفاعته -صلى اللَّه عليه وسلم- في تخفيف العذاب عن بعض أهل النار:
• عن أبي سعيد، أنه سمع النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وذُكر عنده عمُّه فقال: "لعلّه تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيُجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه، يغلي منه دماغه".
متفق عليه: رواه البخاريّ في المناقب (٣٨٨٥)، ومسلم في الإيمان (٢١٠) من حديث الليث ابن سعد، حدّثنا ابن الهاد، عن عبد اللَّه بن خبّاب، عن أبي سعيد الخدريّ، فذكره.
قوله: "ضحضاح" هو ما رق من الماء على وجه الأرض إلى نحو الكعبين، واستعير في النّار.