قال الترمذي: "هذا حديث قد اضطرب الناس فيه، فرواه بعضهم عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرفوعًا، وروى أشعث بن سوار وغير واحد، عن أبي الزبير، عن جابر موقوفًا، وروى محمد بن إسحاق، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر موقوفًا، وكأن هذا أصح من الحديث المرفوع". انتهى.
وقال ابن القطان: "هو من رواية أبي الزبير، عن جابر معنعنًا من غير رواية الليث عنه، وهو علة، ومع ذلك فهو من رواية إسماعيل بن مسلم المكي، عن أبي الزبير، وهو ضعيف جدًّا".
قلت: ورواه أيضًا ابن حبان (٦٠٣٢) والحاكم (٤/ ٣٤٨، ٣٤٩) كلاهما من حديث إسحاق الأزرق، ثنا سفيان الثوري، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا استهل الصبي صلي عليه وورث".
انظر للمزيد: "نصب الراية" (٢/ ٢٧٧).
والخلاصة في حديث جابر أنه كثير الاضطراب كما قال الترمذي.
[٣ - باب ما جاء في صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - على ولده إبراهيم عليه السلام]
• عن إسماعيل السدي قال: سألت أنس بن مالك قلت: صلَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ابنه إبراهيم؟ قال: لا أدري، رحمةُ الله على إبراهيم، لو عاش كان صديقًا بينًّا، قال: قلت: كيف أنصرف إذا صليتُ، عن يميني أو عن يساري؟ قال: أما أنا فرأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينصرف عن يمينه.
حسن: رواه الإمام أحمد (١٣٩٨٥) عن عفان، حدثنا أبو عوانة، عن إسماعيل السدي به مثله.
وإسماعيل السدي هو: ابن عبد الرحمن بن أبي كريمة السُدِّي، أبو محمد الكوفي من رجال مسلم، وقد روى مسلم في الصلاة (٧٠٨) الحديث المذكور عن قتيبة بن سعيد، حدثنا أبو عوانة، عن السُدي قال: سألت أنسًا كيف أنصرفُ إذا صليتُ؟ عن يميني أو عن يساري؟ قال: أما أنا فأكثر ما رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينصرف عن يمينه. انتهي.
ولم يذكر فيه سؤاله عن الصلاة على إبراهيم عليه السلام.
وقول أنس: "لا أدري" يحتمل أنه نفي علمه به لأنه قد يكون بعيدا عن المسجد لقضاء حاجة من حاجات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنه خادمه. وقد رُوي في الصلاة عليه أحاديث مسندة ومرسلة.
فأما المسندة: فمنها: ما روي عن البراء بن عازب قال: "صلَّي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ابنه إبراهيم، ومات وهو ابن ستة عشر شهرًا وقال: إن له في الجنة من تُتِم رَضاعَه، وهو صديق".
رواه الإمام أحمد (١٨٤٩٧) عن أسود بن عامر، حدثنا إسرائيل، عن جابر، عن عامر، عن البراء فذكره. وإسناده ضعيف، لأجل جابر وهو: ابن يزيد الجعفي.