غنما أو خلفات، وهو منتظر ولادها. قال: فغزا، فأدنى للقرية حين صلاة العصر أو قريبا من ذلك، فقال للشمس: أنتِ مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها علي شيئًا. فحُبِست عليه حتى فتح اللَّه عليه، قال: فجمعوا ما غنموا، فأقبلت النار لتأكله، فأبت أن تطعمه، فقال: فيكم غلول، فليبايعني من كل قبيلة رجل. فبايعوه، فلصقت يد رجل بيده، فقال: فيكم الغلول، فلتبايعني قبيلتك. فبايعته، قال: فلصقت بيد رجلين أو ثلاثة، فقال: فيكم الغلول أنتم غللتم. قال: فأخرجوا له مثل رأس بقرة من ذهب. قال: فوضعوه في المال وهو بالصعيد، فأقبلت النار، فأكلته. فلم تحل الغنائم لأحدٍ من قبلنا، ذلك بأن اللَّه تبارك وتعالى رأى ضعفنا وعجزنا، فطيبها لنا".
متفق عليه: رواه البخاريّ في فرض الخمس (٣١٢٤)، ومسلم في الجهاد والسير (١٧٤٧) كلاهما عن أبي كريب محمد بن العلاء، حدّثنا ابن المبارك، عن معمر، عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدّثنا أبو هريرة، فذكره، واللفظ لمسلم.
• عن ابن عباس قوله:{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى} الآية، وكان العباس أسر يوم بدر، فافتدى نفسه بأربعين أوقية من ذهب، فقال العباس حين نزلت هذه الآية: "لقد أعطاني اللَّه خَصلتين، ما أحب أن لي بهما الدنيا: أني أسرت يوم بدر، ففديت نفسي بأربعين أوقية ذهبا، فآتاني أربعين عبدًا، وأنا أرجو المغفرة التي وعدنا اللَّه عزّ وجلّ".
حسن: رواه ابن جرير في تفسيره (١١/ ٢٨٥ - ٢٨٦)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٥/ ١٧٣٧)، والبيهقي في الدلائل (٣/ ١٤٣)، كلهم من طريق عبد اللَّه بن صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل علي بن أبي طلحة وهو وإن كان يرسل عن ابن عباس، ولكن الواسطة معروف وهو صدوق.
• عن عائشة قالت: قال العباس: يا رسول اللَّه! إني كنت مسلما، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اللَّه أعلم بإسلامك، فإن يكن كما تقول، فاللَّه يجزيك، فافد نفسك وابني أخويك نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب وحليفك عتبة بن عمرو بن جحدم أخا بني الحارث بن فهر". فقال: ما ذاك عندي يا