من الله، أفلا كنت آذنتني فنوقظ صاحبينا فيصيبان منها؟ ". قال: فقل: والذي بعثك بالحق ما أبالي إذا أصبتها وأصبتها معك من أصابها من الناس.
صحيح: رواه مسلم في الأشربة (١٧٤: ٢٠٥٥) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا شبابة بن سوّار، حَدَّثَنَا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن المقداد قال: فذكره.
[٩٨ - باب أخبار المقدام بن معد يكرب]
• عن خالد بن معدان قال: وفد المقدام بن معد يكرب، وعمرو بن الأسود، ورجل من بني أسد من أهل قنسرين إلى معاوية بن أبي سفيان. فقال معاوية للمقدام: أعلمت أن الحسن بن عليّ توفي؟ فرجع المقدام. فقال له رجل: أتراها مصيبة؟ قال له: ولم لا أراها مصيبة، وقد وضعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، في حجره فقال: "هذا مني، وحسين من عليّ! " فقال الأسدي: جمرة أطفأها الله عَزَّ وَجَلَّ، قال: فقال المقدام: أما أنا فلا أبرح اليوم حتَّى أغيظك، وأسمعك ما تكره، ثمّ قال: يا معاوية! إن أنا صدقت فصدقني، وإن أنا كذبت فكذبني، قال: أفعل، قال: فأنشدك بالله، هل تعلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، نهى عن لبس الذهب؟ قال: نعم، قال: فأنشدك بالله، هل تعلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، نهى عن لبس الحرير؟ قال: نعم، قال: فأنشدك بالله، هل تعلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، نهى عن لبس جلود السباع والركوب عليها؟ قال: نعم، قال: فوالله! لقد رأيت هذا كله في بيتك يا معاوية، فقال معاوية: قد علمت أني لن أنجو منك يا مقدام، قال خالد: فأمر له معاوية، بما لم يأمر لصاحبيه، وفرض لابنه في المائتين، ففرقها المقدام في أصحابه، قال: ولم يعط الأسدي أحدًا شيئًا مما أخذ، فبلغ ذلك معاوية فقال: أما المقدام فرجل كريم بسط يده، وأمّا الأسدي فرجل حسن الإمساك لشيئه.
حسن: رواه أبو داود (٤١٣١)، وأحمد (١٧١٨٩)، والطَّبرانيّ في الكبير (٢٠/ ٢٦٩) كلّهم من طرق، عن بقية بن الوليد، حَدَّثَنَا بحير بن سعد، عن خالد بن معدان قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل بقية بن الوليد، وقد تقبل عنعنته مطلقًا، إذا روى عن بحير بن سعد قاله ابن عبد الهادي في تعليقه على علل ابن أبي حاتم.
وهنا روى عن بحير بن سعد مصرحا بالتحديث، والجمهور على أن تصريح بقية عن شيخه ينفي عنه التدليس.
وذكره الذّهبيّ في السير (٣/ ٢٥٨) وقال: "وإسناده قوي".