فيها منهم فأخرجوه. قال: فيجدونهم قد أخذتهم النّار على قدر أعمالهم، فمنهم من أخذتْه إلى قَدميه، ومنهم مَنْ أخذَتْه إلى نصف ساقيه، ومنهم من أخذته إلى ركبتيه، ومنهم من أَزَّرَتْه، ومنهم من أخذتْه إلى ثدييه، ومنهم من أخذته إلى عنقه، ولم تغشَ الوجُوهَ، فيستخرجونهم منها، فَيُطرحون في ماء الحياة". قيل: يا رسول اللَّه! وما الحياة؟ قال: "غُسْلُ أهل الجنّة، فينبتون نبات الزّرعة". وقال مرة فيه: "كما تنبت الزرعة في غثاء السّيل". "ثم يشفع الأنبياء في كلِّ من كان يشهد أن لا إله إلّا اللَّه مخلصًا، فيخرجونهم منها"، قال: "ثم يَتَحَنَّنُ اللَّه برحمته على مَنْ فيها، فما يترك فيها عبدًا في قلبه مثقالُ حَبَّةٍ من إيمان إلا أخرجه منها".
حسن: رواه أحمد (١١٠٨١) واللفظ له، وابن خزيمة في التوحيد (٦٤٨)، وابن ماجه (٤٢٨٠) مختصرًا، والحاكم (٤/ ٥٨٥، ٥٨٦) كلّهم من طريق محمد بن إسحاق، قال: حدّثني عبيد اللَّه بن المغيرة بن مُعيقيب، عن سليمان بن عمرو بن عبد العُتْواريّ -أحد بنى ليث- وكان يتيمًا في حجر أبي سعيد، قال: سمعت أبا سعيد يقول: فذكره.
قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه".
قلت: إسناده حسن؛ لأنّ فيه محمد بن إسحاق وقد صرَّح بالتحديث.
وأمّا قول الحاكم: "صحيح على شرط مسلم". فهذا وهم منه؛ لأنّ عبيد اللَّه بن المغيرة بن مُعيقيب وشيخه سليمان بن عمرو بن عبد العُتواريّ لم يخرِّج له مسلم غير أنّهما ثقتان. وفي الباب أحاديث أخرى مذكورة في كتاب الإيمان وكتاب صفة القيامة.
٣ - باب من يخرَج من النار يحسن الظن باللَّه أن لا يعيده فيها
• عن أنس بن مالك: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "يخرج من النار أربعة، فيعرضون على اللَّه، فيلتفت أحدهم، فيقول: أي رب! إذ أخرجتني منها فلا تعدني فيها، فينجيه اللَّه منها".
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٩٢: ٣٢١) عن هداب بن خالد الأزدي، حدّثنا حماد بن سلمة، عن أبي عمران وثابت، عن أنس، فذكره.
[٤ - باب أهون أهل النار عذابا]
• عن النعمان بن بشير قال: سمعت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة لرجل توضع في أخمص قدميه جمرة يغلي منها دماغه".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٥٦١)، ومسلم في الإيمان (٢١٣) كلاهما عن محمد